منذ سنوات طويلة، تغيب جورجيت صايغ عن الأضواء. الفنانة اللبنانية المميزة بصورتها واختياراتها، تنتمي إلى زمن غابر يسمّى «الجميل» وإلى جيل أسهم في تشكيل الأغنية اللبنانية، بعيداً عن تأثيرات خارجية. صحيح أنّ أشهر أعمالها تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلا أنّها لا تزال راسخة في أذهان اللبنانيين، خصوصاً تلك التي تعاونت فيها مع الراحل ملحم بركات، من بينها: «ياما سوا» و«دلوني عالعينين السود» و«بنت المعاون» و«بويا بويا» و«بلغي كل مواعيدي». أغنيات يستعيدها مغنّو اليوم في حفلاتهم أو يعيدون إطلاقها بتوزيع جديد طمعاً في الشهرة أو تحقيق نجاحات على منصات البثّ التدفّقي الموسيقية. جورجيت صايغ وجه للأغنية اللبنانية «الخفيفة» والرومانسية أيضاً، ومن الوجوه التي غابت قسراً عن المسرح والشاشة والإنتاج والإعلام.قد يعتقد بعضهم أنّها خارج البلاد، إلا أنّها في الحقيقة تعيش في منزلها وحيدة بعيداً عن «الضوضاء»، بعدما عادت إلى وطنها عام 2000. يومها، اتخذت صاحبة أغنية «بيني وبينك» التي تعاونت مع الرحابنة على مدى 11 عاماً، قرار الرجوع بعد غياب قسري بدأ من منتصف ثمانينيات القرن الماضي. خلال الساعات الماضية، ضجّت صفحات السوشال ميديا ومواقع إخبارية فنية بخبر يفيد بأنّ إحدى عيني الفنانة انطفأت فيما تعاني الثانية من مشكلات.
بترحيب لافت، تجيب صايغ على مكالمة «الأخبار» الهاتفية كأنّها تعرفنا منذ زمن. وفور سؤالنا عن حالها، تجيب: «أنا قوية على المسرح لكنّني ضعيفة في الحياة»! تتحدث صايغ بغصّة عن وضعها، موضحةً أنّها تعاني «من مشكلة في عينيّ الأمر الذي أفقدني أفقدني بصري في إحداهما. صحتي جيدة ولكن فقدت بصري جزئياً، وسأخضع لعملية قريباً». ولدى سؤالنا عمَّن يهتم بها اليوم، تسارع إلى الإجابة: «أنا اليوم أعيش في كنف عائلتي، وتحديداً شقيقي الذي لم يتركني يوماً». وتضيف: «فور انتشار الأخبار حول وضعي الصحي، تلقيت اتصالات كثيرة من محبّين قدّموا لي المساعدة. تكفيني محبّة الناس الذين صلّوا على نيّة شفائي وسألوا عنّي».
لكن هل تلقّت جورجيت صايغ دعماً من إحدى النقابات الفنية اللبنانية أو جهة سياسية معينة؟ «عن أيّ نقابة نتحدث؟ لم يتصل بي أحد، لا نقابات ولا مسؤولين. نحن الفنانون نحمل اسم بلادنا أينما نذهب... لكنني لست بحاجة لأحد ولا أنتظر شيئاً من بلدي. يكفيني محبة الناس الذين أشكرهم».