ضجّة في أروقة قناة «الجديد»: أكثر من 50 موظفاً من مختلف الأقسام تبلّغوا أول من أمس قرار صرفهم من المحطة. شكّلت تلك الخطوة صدمة للموظفين، بخاصة أنهم أُعلموا بالقرار أثناء قيامهم بمَهام عمل كانوا قد أوكلوا بها من قبل مديري الأقسام. هكذا، تلقّوا اتصالاً من قسم الموارد البشرية في «الجديد»، معلناً لهم الخبر من دون تقديم أيّ مبرّر لتلك الخطوة.في هذا السياق، تلفت المعلومات لـ «الأخبار» إلى أن نحو 45 إلى 50 موظفاً من أقسام الأونلاين، والأرشيف والمونتاج وغيرها، قد تمّ الاستغناء عنهم بشطبة قلم. لم تقدّم إدارة «الجديد» أيّ مبررات حول الخطوة، مكتفية بالقول إنها على مشارف إطلاق برمجة الخريف، لذلك تحتاج إلى «نفضة» سريعة قبل قدوم الشتاء، وفق ما يتردد في أروقة القناة. كما طلبت من المصروفين الاجتماع بها قريباً للاتفاق معهم حول كيفية دفع مستحقاتهم.
وتشير المصادر إلى أن معظم المصروفين انضموا أخيراً إلى «الجديد» ويعملون بدوامات حرّة «فريلانسر»، منهم من أكمل أعوامه الأولى ومنهم مَن لم يمرّ على التحاقه بالمحطة أقل من عام. وتوضح المعلومات أنه للأسف لم يتمّ إدراج أولئك الموظفين في الضمان الاجتماعي، بحجة أن الضمان مغلق بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. لذلك بقيت عقودهم حرّة من دون أيّ شروط قانونية تضمن تعويضاتهم وحقوقهم.
توضح المعلومات أن رواتب المصروفين لم تكن عالية، بل راوحت غالبيتها بين 3 و 5 ملايين ليرة لبنانية، أي بين 100 و 150 دولاراً أميركياً. هذا الرقم يُعتبر ظُلماً يلحق بالموظفين في ظل ظروف اقتصادية صعبة وارتفاع الدولار مقابل الليرة اللبنانية. يرى المتابعون لقرار القناة أنه مجحف بحق المصروفين، معتبرين أن المحطة أفادت من الموظفين في ظلّ أزمة مالية خانقة، وقرّرت الاستغناء عنهم حالياً بأقلّ الخسائر الممكنة.
معظمهم تراوح معاشاتهم بين 3 و 5 ملايين ليرة لبنانية


في السياق نفسه، تلفت مصادر في المحطة إلى أن القائمين على «الجديد» يتحجّجون بأنّ عملية الصرف الأخيرة ستنعكس إيجاباً على بعض الأقسام، وتحديداً قسم الأخبار. وتتحجّج الإدارة بأن صرف الموظفين جاء لتعزيز قسم الأخبار لديها بعد مشاكل مالية عانى منها القسم الذي يُعتبر الأهم في الشاشة. فمن المعروف أن قسم الأخبار في قناة «الجديد» واجه مشاكل مالية في الأعوام الأخيرة، ما أدى الى استقالات منه بسبب تراجع قيمة رواتب العاملين. يومها، راح القائمون على المحطة يحاولون إيجاد حلول موقّتة منعاً لاستنزاف القسم.
في المقابل، تشير المعلومات إلى أن قسم الأخبار يشهد حالياً حالة تململ وامتعاض من الموظفين بسبب معاشاتهم المتدنية في ظلّ أوضاع اقتصادية صعبة يمرّ بها البلد.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها عملية صرف من «الجديد»، بل كانت المحطة سبّاقة في عمليات الصرف في السنوات الأخيرة. وقد تنوّعت أسباب الصرف بين تراجع سوق الإعلانات وبين الأزمة السياسية المحتدمة.