منذ عام 2009، تنظّم «مؤسسة مكان» (مركز فنون الفيلم والثقافة العربية)، «مهرجان الفيلم العربي برلين ــ الفيلم» الذي يُعدّ الأكبر من نوعه في ألمانيا، وقد احتفل هذه السنة بدورته الـ 13 (20 إلى 26 أبريل 2022). بأقسامه الثلاثة «الاختيار» (صورة متعدّدة تدعو للانغماس في التنوّع الثقافي في العالم العربي) و«بقعة ضوء» (لبنان: من الحرب الأهلية إلى الفوضى. سينما المقاومة تحت الضوء، عروض أفلام وحلقات نقاش ودورات تدريبية) و«المشغل» (ورشة عمل مع مخرجين/ات من الشتات العربي)، قدم «الفيلم» أكثر من 44 شريطاً طويلاً ووثائقياً وقصيراً من بينها «الحارة» لباسل غندور، و«كوستا برافا» لمنيه عقل، و«جزائرهم» للينا سليمان، و«مجنون فرح» لليلى بوزيد، و«أعنف حب» لإليان الراهب، و«البحر أمامكم» لإيلي داغر، و«الغريب» لأمير فخر الدين، و«قبل زحف الظلام» لعلي الصافي. افتتح «ريش» للمصري عمر الزهيري المهرجان، فيما افتتح «دفاتر مايا» للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج «بقعة ضوء» المخصّص هذا العام للبنان. من خلال هذا القسم، أضاء المهرجان على الأزمة في لبنان، موجّهاً تحية إلى صانعي/ات أفلام لبنانيّين يشقّون طريقهم بشكل خلّاق، ويغزلون الصدمات والتجارب في أفلامهم، مشكّلين بذلك المقاومة النشطة. خلال المهرجان، قُدمت حلقات نقاش، تحدّث فيها المخرجون والمخرجات وممثلو جمعيّتَي «بيروت دي سي» و«سينماتيك بيروت» عن الأدوار المتنوعة للأرشيف في تطوير الروايات المضادة وكيفية صناعة الأفلام في زمن الأزمات، بالإضافة إلى أسئلة حول الذاكرة السينمائية ودور السينما في المشاركة السياسية.
يركّز قسم «بقعة ضوء» هذه السنة على لبنان من خلال عرض مروحة من الأفلام

مديرة المهرجان الفنية باسكال فخري تتحدّث إلينا عن دور «المهرجان الذي تأسّس عام 2009 على يد عصام حداد، بسبب ندرة الأفلام العربية في ألمانيا في ذلك الوقت. لم يكن لدى الجمهور الألماني فكرة عن السينما في العالم العربي. أيضاً، أراد الفريق المؤسس تقديم نظرة مختلفة عن الرائج في الصحافة الألمانية (حروب، إسلاميين، إرهاب...) حول العالم العربي، كما تقديم صورة عن الشباب العربي وانشغالاته ونظرته النقدية لمجتمعاته. بدأ المهرجان بدون ميزانية، قبل أن يصبح، مع تعاقب الدورات، أهمّ مركز للسينما العربية في برلين. النسبة الكبيرة من جمهور المهرجان ألماني، فيما 20% من العرب». وعن دورة هذه السنة، تعلّق فخري: «إنّها إحدى أكبر دورات المهرجان، تعرض الأفلام في أربعة صالات كبيرة في برلين، و«بقعة ضوء» هذه السنة يركّز على لبنان لأنّه جاء بعد انفجار مرفأ بيروت الذي أخذ حيزاً كبيراً في الصحافة الأوروبية، وخصوصاً الألمانية، ولم يعد أحد يتحدث عن المشكلات والعذاب الذي يعيشه المجتمع اللبناني. لذا، أحببنا أن نُعيد لبنان إلى الواجهة من خلال أعمال المخرجين اللبنانيين الذين لطالما قدّموا نظرة نقدية إلى المشكلات الأزمات في مجتمعاتهم». أما عن تطور المهرجان، فتوضح فخري: «بعد استلامي والمديرة التنفيذية كارين شوله الدفّة عام 2020، أردنا توسيع المهرجان. لذا، أسّسنا «المشغل» الذي جمع هذه السنة 12 مخرجاً ومخرجة من الشتات العربي مع خبراء في ورشة عمل استمرّت يومين حول تيمات الهوية والوطن والانتماء ولغة الأفلام وتكافؤ الفرص. إنّها السنة الأولى «للمشغل» الذي نريد تطوريه ومدّ شراكات مع مهرجانات أخرى للأفلام المستقلّة، وتوسيعه ليشمل مخرجين عرباً يُقيمون في أوروبا وليس فقط في ألمانيا. وهذا يحتاج طبعاً إلى تمويل، وهذا أكبر تحدٍّ نواجهه. نحاول أن نحصل على تمويل من مدينة برلين للسنوات الأربع المقبلة، كي يصبح المهرجان ملتقى للمخرجين العرب في أوروبا».
alfilm.berlin/ar/ueber-alfilm