نحن نعلم أنّ «موربيوس ـ مصّاص الدماء الحيّ» ليس إلى حدّ بعيد إحدى أكثر الشخصيات إثارة في عالم «مارفل». هناك عشرات الشخصيات التي تتفوّق عليه في الأهمية والشعبية، وهو في آخر لائحة خصوم «سبايدرمان». لذلك، كان من الصعب فهم الأسباب التي جعلت «موربيوس» يصل إلى الصالات أو حتى في أي لحظة قررت شركة «سوني» و«مارفل» أن هذه الشخصية جيدة لتقديمها للجمهور أم أن هذه القصة مهمة ليقوم عليها فيلم جديد. فـ «موربيوس» ليس لديه سبب كبير لوجوده، ناهيك بفيلم يكون هو بطله.بعدما عانى كثيراً من التأخيرات في تاريخ إصداره (كان مقرراً إصداره عام 2020)، وصل «موربيوس» ــــ أحدث أفلام «مارفل» ــــ إلى الشاشة الكبيرة. لكن هل كان الأمر يستحق انتظار ما يقرب من عامين لرؤية جاريد ليتو في النهاية مصّاص دماء حياً؟ الجواب بالتأكيد لا. بطريقة مباشرة، «موربيوس» فيلم فارغ، بلا رؤية واضحة يشبه كثيراً أفلام «مارفل» الأولى حيث كانت قد بدأت لتوّها مغامرتها السينمائية. في عصر يهيمن فيه الأبطال الخارقون على شباك التذاكر في العالم، يبدو «موربيوس» اليوم كأنه فيلم آخر تماماً. لا يُسهم في أي شيء، لا للمشاهد ولا حتى لهذا النوع من الأفلام. «موبيروس» الذي أخرجه دانيال اسبينوسا، هي التجربة السينمائية الأكثر إثارةً للدوار هذا العام، ليس بالمعنى الإيجابي طبعاً. حبكة الفيلم فوضوية، شخصيات تتقيأ كلمات، مشاهد الحركة لا يمكن تعقبها، إلى درجة نتمنى لو أننا شاهدناه على شاشة صغيرة لتبطيء الحركة قليلاً. فيلم يركض طوال الوقت، وعندما يبدو أن القصة ستأخذ أخيراً مساراً مثيراً للاهتمام، مما قد تقودنا إلى نتيجة لائقة على الأقل، ينتهي الفيلم فجأة.
يتطلّب الفيلم من المشاهدين الحصول على بعض المعلومات المسبقة عن الشخصية والدوافع


يتبع الشريط قصة مايكل موربيوس (جاريد ليتو)، الطبيب اللامع الذي تجرّأ على رفض جائزة «نوبل»، وكان قد أصيب بمرض نادر. حالة تجعله معتمداً على عمليات نقل الدم المستمرة التي تتسبّب في إعاقة حركته. يكرّس حياته لإيجاد علاج لهذا المرض لنفسه ولكثيرين يُعانون منه. بصحبة زميلته مارتين (أدريا أرجونا)، ابتكر دماً اصطناعياً ساعد كثيرين حول العالم. بسبب صديقه و«شقيقه» ميلو/ لوكسياس كراون (مات سميث) الثري الذي يُعاني من المرض نفسه، يجد موربيوس حلاً في إدماج الحمض النووي للإنسان مع الخفافيش، ما يؤدي إلى ظهور مصّاص دماء بداخله لا يمكن السيطرة عليه (لكن ليس كثيراً). هذا ما سيحوّله إلى كائن متعطّش للدماء يبدو في البداية أنه لا يمكن السيطرة عليه ويجعل مكتب التحقيقات الفدرالي يطارده. ومع ذلك، فإن جانبه العقلاني ينجح في السيطرة على جانبه الوحشي الجديد. وبفضل الدم الاصطناعي، يتجنّب مهاجمة الأشخاص من حوله، عكس ما يحدث مع ميلو الذي يتحوّل إلى خصم عنيف.


يتطلّب «موربيوس» من المشاهدين الحصول على بعض المعلومات المسبقة عن الشخصية والدوافع، إلا أنّ الفيلم سيء إلى درجة أنه يمكن لأكثر الأشخاص استعداداً ودرايةً بعوالم «مارفل» و«موربيوس» أن يفقد الاهتمام منذ الدقائق العشرين الأولى. يتفكّك الفيلم مع مرور الدقائق ويتوقّف عن كونه كياناً واحداً. تصبح الأحداث فجائية غير منطقية حتى في منطق «مارفل». لا شيء واضحاً في الفيلم، لا خلفية الطبيب موربيوس ولا حتى الخصم اللدود الذي لا يتم توضيح دوافعه. حتى إنّ هناك شخصيات تظهر وتختفي من العدم. لا نعلم من هي ولا هدفها ولا كيف وصلت إلى هذا المشهد أو ذاك. لا صلة وصل بين مشاهد الفيلم، ما يجعلها لا تتوافق مع وزن أحداثه. والنتيجة مونتاج فوضوي، مصحوب بقصة مبعثرة بدون بنية أو قوام. ومع ذلك، فإنّ هذه الكتلة الفوضوية تمّ تصويرها والتوافق عليها وتقديمها على أنها فيلم. من الجيد أن شركة «سوني» تمكّنت من فصل «موربيوس» عن فيلم Spider Man: No Way Home خشية أن يرتبط واحد من أعظم أفلامها بـ... أسوئها. وبالمناسبة، يترك الفيلم شكوكاً كبيراً حول دور «موربيوس» في المستقبل (إذا كان هناك دور له)، خصوصاً أنه خصم بيتر باركر.

Morbius في الصالات