في آب (أغسطس) الماضي، ظهرت مراسلة «الجزيرة» شيرين أبو عاقلة، من القاهرة في تغطية لزيارة وزير الخارجية الجزائري الى مصر. ظهور أبو عاقلة التي استدعيت وقتها الى المحروسة، شكل الخطوة الأولى لعودة بث القناة القطرية في مصر، بعد حظر دام أكثر من ثماني سنوات، عوقبت فيها «الجزيرة» على أدائها الإعلامي إبان ثورة «يناير»، لتعود بعيد إتمام المصالحة الخليجية، وتحسّن علاقة قطر بالمحروسة. تغطية القناة آنذاك لم تكن كافية لعودتها بشكل كامل الى مصر، فقد سرت إشارات أخرى بعد هذا التاريخ، تشي بإمكانية رجوع القناة للعمل داخل الأراضي المصرية ولعلّ أبرزها، الإعلان الطرقي للقناة الذي ظهر في تشرين الثاني (نوفمبر)، على «كوبري أكتوبر» (وسط القاهرة) الذي احتفت به «الجزيرة» بمرور 25 عاماً على تأسيسها. اليوم، على ما يبدو، ستعود مكاتب «الجزيرة» في مصر لإستئناف عملها الصحافي. إذ انتشرت أخبار عن تدشين هذه المكاتب خلال الأشهر المقبلة، بعيد تفاهمات «أمنية وسياسية» جرت بين السلطات المصرية والقطرية، والتزام قطر بعدم «التدخل في الشؤون المصرية الداخلية بكل الأشكال». وكانت الدوحة قد وفت بالتزاماتها حيال المحروسة، عندما أوقفت تمويل بعض القنوات المعارضة المصرية التي تبث من الأراضي التركية، وظهر على شاشتها في حزيران (يونيو) الماضي وزير الخارجية سامح شكري، بعد مرور ستة أشهر على موافقة مصر على ما أفرزته «قمة العلا» في السعودية التي أنهت الخلاف بين مصر وثلاث دول خليجية (الإمارات، والبحرين، والسعودية). وسرت معلومات صحافية مصرية، لفتت الى أن عودة «الجزيرة» ستكون مشروطة بتدخل فريق أمني مصري في خطها التحريري، عدا اختياره مدير مكتبها في القاهرة!