«متّفقون، في لغتنا المتداولة، على عدم التساؤل حول كل كلمة نستعملها، نقول جميعاً: «حياة عاديّة»، «عالم عاديّ»، «النظام العاديّ للأشياء». لكن في لغة الشّعر، حيث تأخذ كلّ كلمة قدرها بعناية فائقة، ما من شيء عادي أو طبيعي. ولا حتى حجر، ولا حتى غيمة فوقه. ولا حتى نهار، ولا حتى ليل بعده. وفوق كلّ هذا، ولا حتى كينونة كيفما كانت في هذا العالم». هكذا، بكثافة لغويّة لم تغادرها أبداً، قدّمت ڤِيسوَاڤَا شيمبورسكا (1923 – 2012) رؤيتها الشعرية، في خطاب استوكهولم، الملقى في 7 كانون الأوّل (ديسمبر) 1966. شيمبورسكا شاعرة بولنديّة، من مواليد 1923 في بلدة صغيرة قرب پوزنان، من جيل المضحىّ بهم، بين دياجير الاجتياح النازي، ثمّ تحت جزمة ستالين. استقرّت في كراكوف سنة 1931.