خصّص «مهرجان بيروت للشرائط المصوّرة» (تنظيم «المعهد الفرنسي في لبنان») قسماً وافراً من فعاليات دورته الأولى للانتفاضات في العالم العربي، منها الانتفاضة اللبنانية عبر دعوته فنانين لبنانيين وعرب وأجانب. لم يفوّت المهرجان فرصة للإشادة بالثورات وحق الشعوب بالحرية والديمقراطية وغيرهما من الدعوات التي غصّت بها بيانات المعارض.

ما لم يُشِر إليه «المعهد الفرنسي» صراحة أنّ حريات الشعوب مشروطة بعدم المسّ بالسياسات الفرنسية في المنطقة. ولهذا تحديداً، أعلن الفنان والرسام اللبناني براق ريما انسحابه من المهرجان، اعتراضاً على قضية المنع والرقابة خلال المهرجان. إذ رفض القائمون عليه عرض رسمة لبراق تنتقد السياسات الفرنسية الداعمة للمافيا اللبنانية الحاكمة، خصوصاً بعد انفجار الرابع من آب. وفق الخبر الذي نشرته أوّل من أمس صفحة «عاملات وعاملون في الفن والثقافة»، فإن برّاق اشترط مسبقاً عرض عمله النقدي ضمن معرض «ثنائيات»، وهو عمل ينتقد فيه السياسات الفرنسية في لبنان التي لم تتخلّص من تلميحاتها الاستعمارية حتى الآن، كما جاء في أحد مقاطع القصة المصوّرة. ولدى افتتاح المعرض في «بيت داغر» (الجميزة)، وجد ريما أن الرسمة التي نُشرت في كتيّب المهرجان لم تُعرض في الصالة، وفق ما أكّدت لنا إحدى الفنانات اللبنانيات التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها، خصوصاً مع تعذّر اتصالنا ببراق الذي كان متوجّهاً إلى مقرّ إقامته في بروكسيل (تواصل لاحقاً مع التحرير مدعياً أنّه «يرفض التحدّث إلى «الأخبار» لأسباب سياسية»). وفيما لم يبرّر «المعهد الفرنسي» هذه الرقابة على الأعمال، اعترض ريما بطريقته من خلال إفساد لوحاته الأخرى، معلناً انسحابه من المعرض.


*هذه النسخة معدّلة بتاريخ 14/10/2021