المخرج الياباني ريوسوكي هاماغوشي لديه شغف بالقضايا والقصص الذاتية الفلسفية التي تدور حول معنى الحب والأنانية والموت واللذة والرغبة الجنسية. في فيلم «أساكو 1 و2» (2018) قدّم قصة فتاة تقع في حب رجلين متطابقين في الشكل، ولكنهما مختلفان في الشخصية. في فيلمه الجديد «عجلة الحظ والفانتازيا» الذي تُوِّج بـ «الدب الفضي ـ جائزة لجنة التحكيم»، يقدم ثلاث قصص تتمحور حول المصادفات والقدر والهوية، وتطرح أسئلة مثل: ما الذي يجعل قصة حبي فريدة من نوعها؟ ما الذي يضمن لي أن شخصاً آخر، بعدي، لن يكون قادراً على أن يحب شريكي تماماً بالطريقة نفسها التي أحب؟ هل نحن حقاً مميزون؟ هل ستكون العلامات التي نتركها على الآخرين أبدية، أم زائلة؟ في القصة الأولى «سحر (أو شيء أقل طمأنة»)، تكتشف شابة أن أعز صديقاتها ترى رجلاً كانت تحبه. في الثانية «باب مفتوح على مصراعيه»، تقبل طالبة جامعية رهان صديقها بإغواء أستاذتها. وفي الثالثة «مرة أخرى»، تصادف امرأة في الطريق أول حب لها خلال أيام المدرسة، أم أنها مجرد امرأة تشبهها؟ تم تنظيم القصص بشكل مستقل ولكنها مجموعة متماسكة من حيث الموضوع والإيقاع والمدة والتنظيم السردي. كل قصة تمر في البناء نفسه في طوكيو، والحديث يدور عن الجنس. تبدأ الثلاث بمحادثة ودية تتطور إلى شكّ ثم محاولة يائسة لإعادة إحياء الماضي أو على الأقل معرفة ما إذا كان الحبيب القديم لا يزال يملك مشاعر. النساء في الفيلم، يجدن أنفسهن محاصرات في حالة من التخمين. النساء هنّ في مركز المشهد كقوة جذب، يتعاملن مع التناقضات والإغراءات والرغبات والشعور بالذنب. لكنّ هاماغوشي لا يولي أهمية لأخبار صراعاتهن تماماً، فهو يعرضها ببساطة كتجربة فلسفية لإضفاء المزيد من الأفكار والتكهّنات على ما يقال وما لا يقال. يملك شجاعة أن يكون منفتحاً ويخلق تناقضاً مفرطاً له تأثير طويل الأمد. «عجلة الحظّ والفانتازيا» فيلم مرن وأنيق ودقيق من مخرج مقتنع بشكل متزايد بأسلوبه وهواجسه وأكوانه السينمائية المميزة.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا