هذا خطابٌ يجمعنا معاً، فنحنُ كُلٌّ متكامل، هذا خطابٌ يحاولُ سَبرَ ما يجول في خواطرنا كمسرحيين أفراداً ومؤسساتٍ رسميةً كانت أو أهلية، فلن يتسعَ فضاء الغد إلا بنا جميعاً معاً؛ واسمحوا لنا بداية أن نحيّي كل الجهودِ المخلصةِ التي عملت في عام 2020 على إبقاء جَذْوة المسرح وَقّادة، وأن نثمّن كلَّ الاجتهادات والوسائلِ التي حاولت من خلالها بعث الدفْء في أوصالِ المسرحِ لتجاوزِ المرحلةِ الصعبةِ التي فرضتها جائحة كورونا، كما نقدر الظروف التي اضطرت عديد الجهات إلى تأجيل فعّالياتها انضباطاً للبروتوكولات الصحية، ونحيي عالياً كل من أسّس في هذا العام فضاءً جديداً للمسرح أو أنقذ فضاءً من الاندثار والخراب.رفعت «الهيئة العربية للمسرح» منذ نشأتها عام 2008 شعار «نحو مسرح جديد ومتجدّد» وكنا نضع الأمر في مسار الاستئناف الإيجابي، فالجديد والمتجدّد مفهومان ثابتان لمُنتَج متحرك متغير، فالجديد اليوم قديم غداً، والمتجدّد اليوم تقليدي غداً، هذا في ظل صيرورة سليمة بسلامة منهج وعمل المسرحي.
وحين أطلقت الهيئة مشروع استراتيجية تنمية المسرح العربي عام 2011 التي عملنا عليها لمدة عام ونصف عام بمعية 300 مسرحي عربي من مختلف المذاهب والمشارب، قلنا في خطاب الهيئة حينها: «إن الظاهرة المسرحية العربية برمّتها تحتاج اليوم قبل الغد إلى إعادة نظر وتقييم جوهري لتعود إليها العافية، ليصبح بمقدورها التجدّد والتطور والرقي ومواكبة المستجدات على الصعد كافة، وهذا من عمل أهل البيت المسرحي قبل غيرهم حتى يمكن لنا أن نتعامل مع واقع جديد لا يسمح ببقاء القديم البالي».
وابتداءً من العاشر من كانون الثاني (يناير) 2008 ونحن نلتقي كل عام وفي الموعد نفسه، لنقول كل عام والمسرح بخير ليكون العالم بخير، إنه اليوم العربي للمسرح، اليوم الذي نتأمّل فيه ونحلم ونستمع إلى رجع صدى أعمالنا، إنه محطة للمراجعة، وقد تشرّفت الهيئة العربية للمسرح بدعوة قامات مسرحية فاعلة ومؤثّرة تناوبت على كتابة وإلقاء رسالة اليوم العربي للمسرح في كل عام، فكانت رسائل تحمل عُصارة الأحوال وجمر السؤال، وما المسرح إلا سؤال كبير مطروح على منصات حياتنا؛ ثلاث عشرة رسالة دبجها المسرحيون في السنوات الماضية، هي عمر الهيئة العربية للمسرح، هيئتكم وبيتكم المسرحي الذي يعمُر بكم، وهي سنوات ساهمت فيها الهيئة معكم وبكم في تفعيل المشهد المسرحي وإيقاعه وألوانه وجوهر فعّاليته، فماذا نحن فاعلون بهذا اليوم؟
لنجعلْ هذا اليوم وقفة سنوية لزحزحة السؤال من خانة المخاتلة إلى سطوع المكاشفة، فنحن جميعاً في دوام الحاجة للسؤال المستأنف والذي يدقّ جدران الخزان، السؤال الذي نطرحه على أنفسنا هيئة وعلى المسرحيين مؤسسات وأفراداً، إذ أن الهم واحد والحلم واحد والأمل واحد.
علينا كمسرحيين أن نتحلى بجرأة الأبطال التراجيديين في إقصاء سطوة القوى الغيبية لنرشّ الملح على جراح الواقع، ليزأر الجرح بصدى الجواب.
علينا أن ندحر المستكين لنكتب بسكين الحقيقة على خشب مراكبنا التي تترنّح وسط أمواج هذا العالم الصاخب المُنكر لقيم الحق والخير والجمال، علينا أن نقلقه بالسؤال، ونغيّره بالجمال، علينا أن نقتله بالمعرفة، علينا أن نمحو أسلاكه الشائكة بورد يتعمشقه فيرده سياجاً للبهجة. يظل المسرح فنَّ السؤال والمشاكسة والمشاغبة التي تفضي للكشف، وخاصة قد وجدنا أنفسنا وسط معطيات الاضطراب والتوتر والفراغ المقلق الحافل بالأعراض المرضية المميتة أو المخيفة، وهي الحالة التي تشهد فقدان التوازن أو السقوط في الفراغ والغياب بين مرحلتين، فتضطرب كل المنظومات وتبرز اختلالات مرضية توصف بـ «أزمة ناجمة عن حقيقة أن القديم يعاني من سكرات الموت، لكن الجديد لم يولد بعد»، فهل سنتحول إلى عرّافات تسوِّق المومياوات وتنصبها مرشدات للأحياء؟ أم نتحول إلى سيّاف فاقد للبصر والبصيرة وحسّ الرحمة ونقتل الولادات الخدجَ ونستكين لأجراس العرّافات؟ مصّاصو الدماء الذين يحولون الدم والأحلام إلى أوراق بنكنوت في خزائنهم ويَمْهَرُونَ في صناعة السلاح يخاتلوننا بملمس ناعم للبندقية وأدخنة ملوّنة للقنابل حتى لنخالها مدعاة للفرح، فيما تقوم هي بدور ملاك الموت وحفّار القبور وصاحب العزاء معاً، المرحلة لا تحتمل المخاتلة.
استحقاق استراتيجي يجب العمل عليه يتمثل في تأمين المسرح لأطفالنا وطلابنا


حريّ بالمسرحيّ اليوم أن يكون السارية التي ترفع راية الحق والجمال والحرية، ولنعلم أننا في زمن ردة، ردة العالم عن قيمه، فهذا العالم اليوم يُدفَعُ نحو التحول إلى عالم جفّت فيه منابع إنسانية عديدة كانت على مدى التاريخ ملاذاً آمنا للأجنحة المتكسّرة، وعلى المسرح أن يكون دافعاً ومدافعاً عن القيم التي تشكل كنهه وكينونته. علينا كمسرحيين، مؤسسات وأفراداً، أن لا ننتظر أكثر من ذلك لنعود إلى سلاحنا الأمضى، طرح السؤال؟ أن لا نساهم في تسريد الفراغ كما لو كان ليس بالإمكان أفضل مما كان، أن لا نساهم في صناعة توابيت لدفن المسرح وباقي أقانيم الإبداع بحجة «كي لا تأكل الفنون من خبز الناس اليومي»، نحن الذين حلمنا وعملنا منذ ابتدعنا الديثرامب والساتيريات أن نجعل فنوننا ومسرحنا كسرة خبز ووردة وطير حمام ويراعاً وبردة في يد الإنسان ترمم جدران روحه ليصنع حياة تستحق كل هذه المكابدات؟
علينا أن نسأل أنفسنا أولاً و قبل كل شيء، ماذا نحن فاعلون في مستقبلنا؟ ماذا نعمل في حاضرنا من أجله؟ ماذا نعمل من أجل حاضرنا؟ ما الذي قدمناه لماضينا؟
هل نطلب من المسرح أمراً لم نقدمه له؟ شتان ما بين السعي إلى الحرية ومسالك العبودية. علينا أن نبني ثقتنا بأنفسنا كي نتمكن من بناءِ منجزنا. علينا أن نشاغب المستتب من المعارف، أن نتوقف عن استهلاك ذات النظريات، أن نساهم في مساءلة العلوم، أن ننقد نقدنا، أن نضع منهاجاً جديداً لأكاديمياتنا؟ هل ما زلنا مُسَلِّمِيْنَ بأننا نبت شيطاني لم يسهم في نشأة المسرح؟ وهل ما زلنا نتصرف مثل طالب يُقِرُّ بنظريةٍ خاطئة حتى لا يخسر علامة النجاح؟ هل توقفنا عن استنساخ النظريات والتطبيقات والأشكال والمضامين؟ هل صرنا شركاء في تفكيكها وإعادة إنتاجها؟ هل قرأنا الفلسفة والحكمة اللتين أسستا لحضاراتنا وحضارات الآخرين بغية أن يظهر أثرهما فينا؟ علينا أن نسلح أبناءنا بالمسرح ليكونوا أصحاء، يؤمنون بالحوار ويدركون بالخيال ما وراء المشهد العام ويحللون بالمنطق أحداث الزمن الذي يعيشون؟ هل صحّحنا الإساءة البالغة التي أسهمنا في ترسيخها حين ربطوا في وسائل الإعلام كلمة دراما كتوصيف لكل موقف سخيف أو استدرار للعواطف، أو حين وصفوا كل فعل سياسي سلبي بأنه مسرحية؟ علينا أن نقوم بتحسين صورة الفنان في مجتمعه وأن نكون أمناء لقضايا الناس، منحازين للحق وللجمال. علينا أن نحذّر الاستعلاء على المظاهر المُؤسِّسَة للفنون في ثقافتنا، واستعداءَ المكوّنات الثقافية والمعرفية لشعوبنا.
في سبيل التغيير الإيجابي، يجب التعامل باحترام مع خصوصيات التشكيل الديموغرافي والإثني الثقافي لشعوب أوطاننا، أم ترانا أسهمنا في تعزيز السائد وزجر الخصوصيات ووأدها دون الإفادة منها كعضيد للنسيج الذي نعيش؟ هل كانت قضايا التأصيلِ والتجريبِ انصرافاً إلى غير قضايا الراهن الآني في ارتباطه بسياقه الاجتماعي السياسي؟ أم هي علاقة المسرح بالسلطات في البلاد العربية وبقوانين الرقابة التي تذهب بالمسرح إلى الانحسار؟ لا بد من رفع الوعي الذي يجنّبنا لعب دور المستعمر الثقافي بالنيابة. هل قرأنا المسافة بين مكوّنات مجتمعاتنا؟ هل ميّزنا بين التكامل والتبعية الرعوية؟ لا يتسق المسرح مع التسوّل والرعوية، ولا يمكن أن نطالب بالحرية ونرهن خيل إبداعنا لدى السائس. إذا لم يكن للفنان متراس اسمه الناس، فلن تنفعه أي حمايات شريانها الهبات والمنح، فلكل شيء ثمن. لماذا لم يصل المسرحي إلى أن يكون مستقلاً؟ لماذا لم يقنع المجتمع والمؤسسة بأنه مهنيّ، وبأنه عامل منتج ينتج سلعة ضرورية للمجتمع، وبأن الفن ليس ترفاً بل طرفٌ في معادلة التنمية والنهوض؟
يا معشر المسرحيين، أمامنا جميعاً استحقاقات كثيرة، أهمها نضال النفس وترويضها على الصعاب، فمن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ، وترويضُها لتحمل أعباء الحلم وعزة النفس والروح، إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ ، ترويضُها لتقول لا حين تكون اللاطلقة لا ترد وتفتح باب النور. إن الكارثة التي عاشها المسرح والمسرحيون في ظل جائحة كورونا أو كوفيد ـــ 19 ما هي إلا أنموذج لكوارث عديدة ومختلفة يمكن أن تجتاح المسرح والمسرحيين لأسباب قد تسبّبها الطبيعة أو تصنعها موجة الجنون العارم التي تجتاح العالم، لكن الأخطر من الكوارث ذلك المؤشر الحاسم بأن المسرح والمسرحيّ يقفان على أرض رخوة، قابلة للانزلاق والانجراف والانهيار. وبذلك يتعرض هذا الفن النبيل ونبلاؤه من المسرحيين لعديد الأخطار، ففي ظل كورونا كانت البطالة وتوقفُ مصادرِ العيش وغيابُ الرعاية الصحية والاجتماعية كلها جوائح إضافيةً يتعرض لها الفنان وأسرته، فلا مناعة ولا حماية ولا رعاية له، ونادراً ما تحرّكت المؤسسات الرسمية لإنقاذه، وبعضها جاء على خجل، وبعضها ظهر كمنحة لمن لا يستحق؛ إن أهم سبب في هذه المعضلة الكارثية هو غياب القوانين التي تكفل كرامة الفنان كمنتج وكعامل مهم من عوامل التوازن الاجتماعي، وعليه فإننا من هنا، ندعو المسرحيين ونقاباتهم ومؤسساتهم للعمل مع الجهات الرسمية على وضع القوانين التي تضمن للفنان المسرحي عيشه الكريم، كما ندعو المؤسسات والشركات المنتجة التي كوّنت أرباحها من أعمال كان الفنان المسرحي هو الأساس فيها، أن تقوم بالعمل على حماية الفنان في أزمته، وندعو كل المؤسسات في العالم إلى عدم استعمال الفن كسلعة سياسية لأغراض لا إنسانية.
لقد أعلنا عام 2007 أن (الهيئة العربية للمسرح) سوف تتأسّس على الروح المسرحية والوعي بدور المسرح في الحياة الاجتماعية والإيمان بأن الكيانات التي ينبغي لها أن تستمر لا بدّ أن تقوم على بنيات أساسية معرفية وتنظيمية وإدارية ومالية وفنية واستراتيجية ومستقبلية سليمة. لأن غد المسرح غدنا، غد مجتمعاتنا، غد شعوبنا، غد بلادنا، غد العالم الذي نريده أفضل، هناك استحقاق استراتيجي لا بد من العمل عليه، أن نُؤْمِنَ بأن لأطفالنا وطلابنا الحق في المسرح، نشاطاً ومنهاجاً، فلم يندثر المسرح من مدارسنا وأنديتنا إلا وتقدّمت الظلامية لتؤطر عقول الناشئة بتطرف لا يمكِّنُهم من قبول الآخر أو التغيير. يجب أن نناضل جميعاً من أجل منهاج مسرحي في المدرسة، وهو كغيره من المناهج، لا يعني أن يتحول الطالب بسببه إلى فنان، لكنه يتحول إلى متذوق للفن، مستهلك للفن، منتج للفن، محترف للفن إن امتلك الموهبة، وإننا في الهيئة العربية للمسرح وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في 11 يناير 2014 حين التقى بجموع المسرحيين المشاركين في مهرجان المسرح العربي، أطلقنا مشروعاً حمل اسم الاستراتيجية العربية لتنمية وتطوير المسرح المدرسي، عملنا من خلاله على تأهيل ثمانية آلاف معلمة ومعلم في الوطن العربي، ووضعنا أول دليل علمي للنشاط المسرحي المدرسي من صفوف الروضة حتى الثانوية، وتواصلنا مع كل وزارات التربية والتعليم العربية، واستطعنا أن نضع منهاج المسرح لوزارة التربية الإماراتية. إن هذا الأمر أهم ما يمكن أن نناضل من أجله في السنوات القادمة، وإننا نطالب وزارات التربية والتعليم باتخاذ ما يلزم لإدراج المسرح في مناهجها، وسنكون جميعاً إلى جانبها في هذه الخطوة، فتخيلوا كم عدد المسرحيين المعلمين إن تحقق هذا؟ وتخيلوا عدد ذوّاقة المسرح الذي سيتضاعف خلال سنوات معدودة إن تحقق، وتخيلوا عدد المواهب التي ستنقذ من الضياع، إنه سوق ثقافية كبيرة ستغير وجه المجتمع، المجتمع الذي لن يجهل بعدها كينونة المسرح وسيعرف أن ما تقذفه بعض المحطات مجرد غُثاء.
السيد النبيل المسرح، لكي يكون نبيلاً لا بد من نبل الحالة وهذه تحتاج إلينا جميعاً كي تكون، لا بد من فرسان مسرح نبلاء وهم كثر، لنُعلي المقاصد النبيلة، ولنضع برامج نبيلة، انحيازاً للناس في حياتهم ومشاركتهم في صناعة أحلامهم، نحن بحاجة إلى المسرحي القوّال والجوّال، بحاجة إلى المسرح التروبادرو، إلى المسرحيّ المنفلت من عقال القاعة والركح ومسقط الضوء، المنفلت من عقال التكنولوجيا، وهو ذاته الذي يمتطي صهوة الحداثة وكل السائد والممكنات والمستتبات لينهض بها إلى ذرى جديدة.
فما نفع المسرح بغير عضويته المجتمعية وتغلغله في الناس وحفزهم على تغيير ما بأنفسهم؟ بل ما نفع الفن لولا إيقاده شمعة الأمل؟!
في هذا الزمن الصعب، يظهر جوهر المسرحيّ المبدع الملتزم بإحياء الحياة في مواجهة الموت، في إيقاد نار المعرفة في مواجهة الظلامة، في هذا الزمن ما أحوجنا إلى المسرحيّ «المناضل» حامل المشعل، حامل الراية، المتقدم الصفوف بالفن، المبشر بالسلام حين يوغل القتلة في الدم، فحين ينتعش تجار الموت يكون المسرحيّ رسولاً للحياة.
مسرحنا يحتاج اليوم إلى العمل، إلى السلام في ما بين بنيه وبناته، يحتاج إلى أن يقضي فرسانه الوقت في خلقه وليس في خنقه، مسرحنا اليوم بحاجة أكثر إلى العلم، البحث، التحقيق، التوثيق، السجال المعرفي، يحتاج إلى النأي عن تحويل التناقض إلى صراع، يحتاج إلى النأي عن الصراعات الصغيرة التي تؤدي إلى تحجيمه و تتفيه دوره، بحاجة إلى قبول الآخر فكراً وإبداعاً ومغايرة، بحاجة إلى إقدام الشباب من دون أن تحبطهم رغبات من شاخت قواهم الإبداعية، بحاجة إلى إقدام الشباب ونأيهم عن أن يتحولوا إلى عالة وطلاب رعوية المؤسسات التي تتحول في لحظات التغيير إلى الحاكم المتحكّم... المسرح صنو الحرية، والمسرح صنو الأخلاق بالمفهوم القادر على تنمية الحرية والثقافة في أوصال المجتمعات.
فبلا حرية، لا يمكن للمسرح أن يكون وللحوار المدني أن يتنامى وللوعي المجتمعي أن يتحول إلى حركة تُغيّر وتأتي بالجديد الجدير بالحياة.
سلامٌ على المسرحيّ الذي يبذر نفسه قمحاً في بيادر الريح وينبت في الأفق المفتوح حنطة للروح، سلام على المسرحيين العرب الحاملين لصلبان عذاباتهم نيابة عن أمتهم والبشرية أملاً في خلاص الكون من الهوان، سلامٌ إلى قلوبهم حتى تصفو وتصلي للحب والمودة حتى تتفتح أزهار الأمل على وجوه وأكف كل الذين سحقتهم جرافات الجشع والبطش وحرمتهم أبسط حقوق الحياة، سلام إلى كل حبة عرق وإلى كل فكرة وجملة وحركة ومنظر ومسقط ضوء تبدعونه ليزرع الدهشة في نفوس البشر، يسلحها بالجمال ويمحو القبح بمسحة من كفّ مسرحي مقدس.
العاشر من كانون الثاني (يناير) هو اليوم العربي للمسرح، ندعوكم لنكون معاً فلن ننجو فرادى من هذا الطوفان، في اليوم العربي للمسرح، نهتف معاً عشتم وعاش المسرح إكليل غار على رأس كل مريديه، في اليوم العربي للمسرح نواجه سؤال «نكون أو لا نكون»... بردّ واحد «نكون».