لم يكد موسم الفعّاليات الفنية ينطلق في بيروت، حتى اضطرت الصروح الثقافية إلى إغلاق أبوابها تباعاً منذ شهر آذار (مارس) الماضي تفادياً لانتشار وباء كورونا. شمل هذا الإقفال الكثير من المعارض والعروض المسرحية والموسيقية والراقصة التي تمّ تأجيلها أو إلغاؤها، فيما وجدت بعض المؤسسات بديلاً سريعاً بنقل فعالياتها إلى الفضاء الافتراضي. وبعد أشهر، بدأت الغاليريات والفرق الفنية والعروض الموسيقية تتأقلم مع الوضع الجديد الذي فرضه الوباء، كما معظم الفعاليات حول العالم. من أبرز هذه العروض الافتراضية حفلة «صوت الصمود» التي أحيتها «الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية» على درج معبد باخوس الروماني في قلعة بعلبك (برعاية «مهرجانات بعلبك الدولية») نقلتها القنوات اللبنانية. دورة «مهرجان البستان» التي انطلقت هذه السنة، رغم كلّ الظروف، اضطرّت إلى التوقّف بعد أيام إثر قرار الإقفال جرّاء الانتشار الواسع للوباء. من ناحية أخرى، أفرجت العروض الإلكترونية عن عدد من الأعمال والأرشيفات الفنية والسينمائية التي لم يكن يتاح لها العرض إلا في المهرجانات والمناسبات القليلة. هكذا وصل هذا الأرشيف إلى المشاهدين في بيوتهم، حيث اختبروا نمطاً جديداً من العرض بعيداً عن صالات السينما. ضمن منصّة «أفلامنا»، عرضت «بيروت دي سي» بالتعاون مع بعض المؤسسات المحلية والعربية، مجموعة من الأفلام المستقلّة من بينها أفلام محمد سويد وغسان سلهب ومي مصري... «متحف سرسق» نقل معرضه «بعلبك: أرشيف الخلود» إلى الفضاء الافتراضي بجودة وتقنيات عالية، بعدما كان قد عُرض العام الماضي في المتحف. غاليريات «صفير زملر»، و«مرفأ»، و«مارك هاشم» وفضاء «أشكال ألوان»، كلّها عرضت أعمالاً من أرشيفاتها الفنية بكلّ الوسائط أونلاين. لم يقتصر الأمر على الفنون البصريّة، والسينما.
غسان سلهب

العروض المسرحية التي يشكّل فضاء العرض جزءاً أساسياً منها، انتظرت أن تُفتح البلاد مجدّداً كي تعرض على المسرح، إلا أن هناك استثناءات. «فرقة زقاق» وجدت في الفضاء الإلكتروني فرصة لإقامة جولات إذاعية لبعض مسرحياتها مثل«جنة جنة جنة» و«مشرح وطني»، فيما أقامت الدورة الحاليّة من «أرصفة زقاق» أونلاين أيضاً. كذلك انتقلت عروض «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» إلى الشاشات الافتراضية. استمعنا أيضاً إلى قصص تُبثّ على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الموعد الذي ضربته «دار قنبز» على صفحتها على فيسبوك من أجل إمتاع المتفرجين القابعين في بيوتهم خلال الحجر المنزلي، قبل أن تختتم العام مع معرض ميلادي فني وثقافي لدعم الفنانين والحرفيين العاملين في لبنان.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا