الفاجعة التي ألمّت بلبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) الماضي، قضت على حياة العشرات وخلّفت آلاف الجرحى وخسائر مادية فادحة. الفضاءات الثقافية والأبنية التراثية في العاصمة، كانت على رأس المتضرّرين، ومن بينها «قصر سرسق» في الأشرفية. إلى جانب الخراب الفادح الذي طاول هذا الصرح العريق، تعرّضت الليدي إيفون سرسق كوكران (1922 ــ 2020/ الصورة) لجروح أدخلتها المستشفى حيث فارقت الحياة، أمس الإثنين، عن 98 عاماً. رحلت مؤسّسة جمعية APSAD للحفاظ على المباني التراثية في لبنان من دون أن ترى حجم الدمار الذي لحق بالمدينة التي لطالما أحبّتها وبأبنيتها القديمة التي حرصت على الدفاع عنها في وجه الهجمة العمرانية المتوحّشة منذ ستينيات القرن الماضي. لم ترَ ليدي كوكران «قصر سرسق» مهشّماً، وهو الذي صمد منذ بنائه في عام 1860 في وجه حربَيْن عالميتَيْن، وشهد على الاحتلال العثماني، والانتداب الفرنسي، واستقلال لبنان، قبل أن يستغرق ترميمه بعد الحرب الأهلية عشرين عاماً. ابنة ألفرد سرسق تزوّجت بالمتطوّع في الجيش الإنكليزي السير ديسموند كوكران في عام 1946 بعدما التقته في السنة نفسها في منزل حبيب طراد، الوصيّ الذي اختارته العائلة لها بعد وفاة والدها. وبعد سنوات من «النضال» في البلد الذي أمسى لقمة سائغة في فم المقاولين والسماسرة، أكملت إيفون سرسق كوكران مسيرتها من خلال الكتابة (سياسة وشعر) وإعطاء المحاضرت التوعوية عن التراث.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا