تحت إطار «صول عربي»، تطلق فريدا شهلاوي الوافدة الجديدة إلى عالم الأغنية ألبومها الأول الذي يحمل اسمها، خلال حفلة موسيقية مساء غد السبت في L’appartement. «فريدا» هو ثمرة تعاون بين المغنية والمنتج غازي عبد الباقي (فوروورد ميوزيك بروداكشن) الذي تولّى توزيع الأغنيات أيضاً. بدأ كل شيء قبل أكثر من عام، خلال غداء في منزل أحد الأصدقاء المشتركين للفنانَين، تعرّف خلاله أحدهما إلى الآخر. يقول عبد الباقي عن الانطباع الأول: «انجذبت إلى طريقتها في الغناء وكيف تقف أمام الميكروفون. ولكن كان مهماً بالنسبة إليّ أيضاً أن أرى إذا كان بالإمكان العمل معها. فالموّزع والمنتج يضع من نفسه كثيراً. لذا من الضروري أن يتعرّف جيداً إلى الفنان أولاً على الصعيد الشخصي. استغرق الأمر نحو شهر للتعارف وتبيّن أننا نرى الأمور في الاتجاه نفسه. فاتفقنا وعملنا لعام كامل على الألبوم». عندما قررت فريدا خوض هذه التجربة، لم تكن عزفت ولا كتبت أيّ أغنية في حياتها. على أيّ حال، كانت لتختار اللغة الفرنسية، نظراً إلى الثقافة الفرنكوفونية التي ترعرعت ضمنها إلى أن اكتشفت أنّها تشعر بالعربية كما تقول، فكتبت أغنيتها الأولى. بدأت الأمور بتجارب حول عملية الإبداع ترتكز حول فكرة الفرح وتأثيره على حياة الشخص. وكان أمامها ثلاثة أشهر لتكتب وتلحّن الأغنية وتنشرها على الإنترنت. من ثم «اشتغل السحر» على حدّ تعبيرها. باتت تُدعى للعزف في مختلف الأماكن. عند تعرفها إلى غازي عبد الباقي، كانت قد ألّفت نحو ستّ أغنيات، وقدّمت ثلاثاً منها. لكنها لم تتخيّل أن تأخذ التجربة تلك هذه المساحة من حياتها. تعلّق على دور الموسيقى في حياتها بالقول: «الكتابة والتلحين والغناء أمور تجلب لي الفرح. لم أتعلم الموسيقى. مدرستي الموسيقية هي إحساسي والموسيقيون الذين أتعرف إليهم. كلما تعرفت إلى موسيقي جديد، علمّني أموراً جديدة وأخذ صوتي إلى أماكن أخرى».
يضمّ العمل سبع أغنيات منها «شو في تحت السؤال» و«بيت الكل» و«الله والقمر» و«يا صديقي» و«بني بومي»، جميعها باللهجة اللبنانية العامية، باستثناء أغنية بالفرنسية عنوانها La Valse des Bisous. أما المواضيع، فواقعية مَروِية بطريقة بسيطة خالية من التعقيد وبالكثير من الخفة والفكاهة. إلى جانب المواضيع الجميلة التي تتطرق إليها فريدا، يعتبر عبد الباقي أنّ هذه الأغنيات إيجابية جداً. يوضح: «ليس هناك من بكاء وتذمّر. هناك توجّه في العربية للبكاء على الوضع وتأدية دور الضحية. الصورة النمطية للشرق الحزين. فهذه الميزة تجذبني لأنها غير مألوفة عنا. من ناحية أخرى، هي تغني بطريقة خاصة جداً وتعيش اللحظة. يتغيّر شكلها وتتحول إلى شخصية أخرى. لذا هناك الكثير من الارتجال في طريقة الغناء ولكن ضمن إطار موحّد. نادراً ما نرى ذلك. فهي لا تسمّع درساً بل تفرح في كل مرة».
كونه المنتج والموزّع في الوقت عينه، عمل عبد الباقي على ألحان ألّفتها فريدا على آلة الغيتار، ووزّعها بالكامل مع آلات كمنجة ونفخ وإيقاعات. من ناحية التأليف الموسيقي، هناك تأثر بأنماط مختلفة وتقترب الأغنيات من نظرية الجاز من حيث طريقة المقاربة. فهناك مجال لبعض الفراغات التي يدرك الموزّع أهميتها في الموسيقى. كما يعتبر أنه ينبغي للمغنية أن تبرز في النهاية. من ناحيتها، تعتبر فريدا أن «هذا ما ميّز العمل مع غازي. لم نكن نحاول أن نجد نمطاً واحداً للأغنيات كلها، بل أردنا أن نخدم كل أغنية مع الإحساس الموجود فيها. الصدق يجمع بين الأغنيات كلها من ناحية الكلام. وقد قطعت عهداً على نفسي بألّا أدع أيّ كلمة تخرج من فمي إلا إذا كانت حقيقية». كلمات الأغنيات شخصية جداً وفي الوقت عينه بسيطة تمسّ المتلقي مباشرة. تؤكد فريدا أن كل كلمة تقولها نابعة منها، مضيفةً: «الطبيعة تؤدي دوراً كبيراً ولديّ علاقة قوية معها. أعطي نفسي الوقت كاملاً عندما لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن شعور ما. أحاول إيصال أحاسيسي في إطار قصة. وكثيراً ما ألجأ إلى أصدقائي في عملية التأليف. فأنا لا أجيد العزف على الغيتار جيداً. وأحتاج إلى شهر كامل لكي أتعلّم تأدية لحن ما. في هذا الوقت أعزفه أمام الناس وأسألهم ما الذي شعروا به لدى سماعه. أنظّم ورشات عمل لكتابة الأغنيات كذلك. وهناك أغنية في الألبوم تحت عنوان «بنت الكل» كتبت نصف كلماتها. أما النصف الآخر، فمن تأليف أشخاص لم يكتبوا في حياتهم أي أغنية. كان ذلك في ورشة عمل تجريبية حول العلاقة بين الطاقة الإبداعية والرقص وحركة الجسد. كما أنجزت أيضاً ورشة عمل مع نساء طرابلس، كتبن خلالها أغنية «ليمونة الفرح». هي تجريبية ولكنها ليست ضمن الألبوم».
مواضيع الأغنيات واقعية مَروِية بطريقة بسيطة وبالكثير من الخفة والفكاهة


على غلاف الألبوم عبارة «صول عربي»، إشارة إلى الإطار الذي يقع ضمنه الألبوم، من ناحية التعبير وليس الموسيقى. تشرح فريدا: «كلمة صول تجعلنا غالباً نفكر في الموسيقى الأميركية. ولكنني أرى اليوم أن هناك اتجاهاً في الموسيقى لا يشبه التاريخ العربي وليس روك في الوقت نفسه».
بعيداً عن التذمر والنحيب، تبرز الأغنيات بكلماتها الجانب الفرح والإيجابي من شخصية فريدا: «إذا لا أضحك أموت. أبتعد عن البكاء ولعب دور الضحية. هذا الشيء يزعجني جداً. من جهة أخرى، لطالما جذبتني عبارة السهل الممتنع. أجد دائماً صعوبة في شرحها لمن لا يتقنون العربية من الموسيقيين الذين أعمل معهم. فهي لا مقابل لها باللغات الأجنبية». لا تخفي فريدا حماستها تجاه حفلتها المرتقبة، وتعد باحتفال حقيقي بالموسيقى والفرح بصحبة ستة موسيقيين على الغيتار والبايس والدرامز والكيبورد وآلات قرع، إضافة إلى بعض المغنيين الضيوف.

* إطلاق ألبوم فريدا: 19:00 مساء غد السبت ــــــ L›appartement Beirut (السيوفي ـ الأشرفية) ـ للاستعلام: 03/543076