ما يميّز «معرض الفن العربي»، بحسب منظميه، أنّه يجمع بين الفن وهمّ التثقيف. المعرض الذي تنطلق دورته الأولى اليوم، يقدّم قطعاً وأعمالاً فنية بأسعار مقبولة في متناول الجميع (يراوح العمل الفني من 100 إلى 5000 دولار أميركي)، بخلاف معارض فنية مماثلة في العادة. كما يسعى إلى تثقيف الناس، بعيداً عن نخبوية المعارض التي تتوجّه إلى الطبقات الاجتماعية العليا. ابتداء من اليوم، تنطلق الدورة الأولى من المعرض الجماعي الذي تنظّمه جمعية Educity في فندق «مونرو» في بيروت، كواحد من معارضها وندواتها ونشاطاتها الفنية والتربوية التي تقيمها منذ تأسيسها سنة 2013. أما المشاركات في المعرض، فلا تقتصر على الغاليريهات فحسب، بل على مشاركات فردية لفنانين آتين من بعض البلدان العربية، والذين يصل عددهم إلى أربعين فناناً من بينهم السوريان سعد يكن وحسان أبو عياش، والسعودية ليلى الجندان، والقطرية فاطمة النعيمي، واللبنانيان ميشال روحانا وميساك تيريزيان وعادل قديح وآخرون.
تحت عنوان «الفن والهوية في العالم العربي»، ستعرض الأعمال على مدى ثلاثة أيام (12 و13 و14 تموز/ يوليو)، إلى جانب حلقات نقاش، وندوات مع اختصاصيين في مجال الفن، فيما ستقام أنشطة على الهامش منها الرسم بشكل مباشر أمام الجمهور. الندوة الأولى عند السابعة من مساء اليوم، تتناول موضوع الفن بين المجتمع والسياسة، الذي تتفرّع منه ثيمات عدّة منها الرقابة على الأعمال الفنية، وتأثير الفن ودوره في فكّ القيود السياسيّة، وتشارك فيها وجوه فنية وسياسية واكاديمية مختلفة مثل النائب والوزير السابق إيلي الفرزلي، بالاضافة إلى الأكاديميين عادل قديح ورويدا الرافعي، والمخرج السينمائي لوسيان أبو رجيلي. أما الفن وآليات السوق، فستكون محور ندوة تقام في السابعة من مساء الغد أيضاً، منها كيفية تسويق الفنان لنفسه، والعوامل التي تؤدي إلى رفع سعر الأعمال الفنية لفنان معيّن.
يهدف إلى تثقيف الناس حول أهمية الفن في حياتهم

تدعو هذه الندوة الصحافي يقظان التقي، والفنان التشكيلي السوري سعد يكن، إلى جانب نقيب الفنانين التشكيليين اللبنانيين نزار ضاهر. تطاول الندوة الثالثة (14/7 ــ س: 19:00)، موضوع اقتناء الأعمال الفنية وغاياته الربحية وتلك المتعلّقة بالشغف. هناك أسئلة أساسية: ما هو الحد الفاصل بين الاقتناء بهدف التجميع وذاك الهادف إلى قيام مشروع ثقافي؟ لماذا يتم اختيار عمل فني دون سواه؟ بالاستناد إلى أي معايير؟ هذه مجموعة من الأسئلة التي سيجيب عنها المؤرخ والناقد الفني سيزار نمور، والفنان والمقتني جوزيف فالوغي، فيما يدير اللقاء الناقد والأكاديمي فيصل سلطان. على مدى ثلاثة أيام، سيتاح للجمهور والمتفرّجين رؤية واقتناء الأعمال الفنية واللوحات والمنحوتات لأجيال مختلفة من الفنانين العرب واللبنانيين، ستعرض حتى مساء الأحد 14 تموز (يوليو). كما يشهد المعرض تخصيص جناح يهدف إلى تكريم وجوه في المحترف التشكيلي اللبناني مثل عادل قديح، نزار ضاهر، الياس ديب وعدنان خوجة وجوزيف مطر.

* «معرض الفن العربي»: اليوم وغداً وبعد غد ــ «فندق مونرو» (وسط بيروت). للاستعلام: 71/900086