«انقلاب»، «تصحيح مسار»... مفردتان تكررتا خلال اليومين السابقين، لتوصيف ما حصل في أروقة «استديو فيزيون»، واحتل المشهد الإعلامي المحلي مساء الجمعة. الخلاف الحالي بين آل المرّ القائمين على قناة mtv و«استديو فيزيون» اللذين يرأس ميشال غابريال المر مجلسي إدارتيهما، وصل إلى أروقة القضاء. من جهة، لدينا الوالد غابريال المر وابنته كارول وابنه جهاد، ومن جهة أخرى الابن الثالث ميشال (وشقيقه كارل). الخلاف بين المعسكرين قديم، يدور حول تقسيم ميراث آل المرّ، وتحديداً إدارة «استديو فيزيون» والمحطة اللذين يرأسهما ميشال. في كل الخلافات السابقة، كان بعض الأطراف يتدخل للتوسط بين الحلفين. لكن يبدو أن محاولات التهدئة الأخيرة باءت بالفشل. هكذا، قرّر الأب إقصاء ابنه ميشال عن مهامه في «استديو فيزيون» وتعيين جهاد مكانه. صراع «الامبراطورية» هو صراع على النفوذ والسلطة والمال، وهذه المرة بدأ «نشر الغسيل» بين الجهات المتصارعة على الميراث، بشكل لم يحصل سابقاً. مساء الجمعة، تلقى العاملون في «استديو فيزيون» رسالة من غابريال المر بصفته مكلفاً من قبل رئيس مجلس الادارة، تفيد بأن «جهاد غبريال المرّ أصبح رئيس مجلس ادارة Studiovision التي تتخّذ من منطقة النقاش مركزاً لمكاتبها واستديواتها»، لتُختتم الرسالة بما يشبه تحذيراً: «يحصر التعاطي برئيس مجلس الادارة الجديد دون سواه. كل مخالفة لهذا التنبيه تعرّض وتحمّل صاحبها لمسؤوليات قضائية».
الخلاف العائلي يعود إلى رفض ميشال أن يشاركه أشقاؤه إدارة الاستديو الذي يعدّ منجماً مالياً

أطلّ جهاد المرّ على lbci ليحكي عن تصحيح الأخطاء في إدارة الاستديو

إذاً، بات جهاد يملك الحصة الأكبر من الاستديو بدلاً من ميشال (صار جهاد يمتلك 594000 سهم مقابل انخفاض حصة ميشال إلى 10800 سهم). هذه الرسالة لم يدم مفعولها سوى ساعات، ليعود الموظفون في الاستديو ويتلقوا رسالة أخرى من ميشال غبريال المرّ مفادها بأنّ «قاضي الأمور المستعجلة في المتن جمّد قرار التفرغ وانتخاب مجلس إدارة جديد لشركة «استوديو فيزيون»، ويبقي على ميشال المر رئيساً لمجلس الإدارة». بهذه الخطوة، يكون أمام ميشال أسبوع واحد فقط ليتقدّم بإثباتات لإبطال محضر الجمعية العمومية الذي نتج عنه تعيين جهاد مكانه. الخلاف العائلي يعود إلى رفض ميشال أن يشاركه أشقاؤه إدارة «استديو فيزيون» الذي يعدّ منجماً مالياً بفضل إنتاجاته للمحطة، إضافة إلى شاشات عربية أخرى (منها ليبية وآخرها مشاريع مع bein القطرية)، خاصة أن الاشقاء توزعت مهامهم بين: جهاد يملك إذاعات من بينها «أغاني أغاني»، وكارول التي عملت سابقاً مديرة مالية في mtv، ولكنها تركت المنصب قبل سنوات وأدارت عملها كشريك في ملكية نادي «زعرور كلوب» (منتجع تزلّج) الغارق في ديونه. أما كارل، فيتولى العلاقة مع بعض الجهات الاعلانية في القناة. أما ميشال الذي عيّن رئيساً لمجلس الادارة منذ سنوات، فيتحكّم في جميع قرارات الاستديو المالية والانتاجية، مع العلم بأن الصراع الحالي هو صراع على الاستديو فقط، بما أنّه الماكينة التي تدرّ المشاريع التلفزيونية (والمال) وتملك المعدات الضخمة، بينما mtv تتوكّل البث فقط. على الضفة نفسها، يلفت مصدر لـ«الأخبار» إلى أن ميشال غابريال المرّ تلقى في الشهرين الأخيرين ضربتين ماليتين كبيرتين: الأولى من أشقائه ووالده، إذ وضعت إشارة قضائية على ممتلكات ميشال إلى حين دفع مبلغ كبير لأشقائه.
قاضي الأمور المستعجلة في المتن جمّد قرار انتخاب مجلس إدارة جديد لـ«استوديو فيزيون»، وأبقى على ميشال المر رئيساً لمجلس الإدارة

أما الضربة الثانية، فتتمثل في فضيحة مالية بطلاها مساعداه الماليان ج. ح. ور. م. اللذان يديران «استديو فيزيون» في دبي، ما نتج عنها إقفال المكتب في الامارات وخسارة مبالغ مالية لا يستهان بها. تلفت المصادر إلى أن خروج خلاف آل المرّ إلى العلن سبّب أزمةً لسمعة ميشال، وخصوصاً أن جهاد أطلّ في تقرير مع قناة lbci مساء الجمعة قال فيه «إن القرار الجديد، أي تعيينه على رأس مجلس إدارة الاستديو، هو لتصحيح أخطاء الماضي ومسار الشركة». من جانبه، خرج غابريال الأب في تصريح مشابه لقناة «الجديد». تطويق إعلامي لميشال من قناتين منافستين، مع العلم بأن الأخير يلتزم حالياً الصمت ويرفض الكلام لأي وسيلة اعلامية. وقد حاولت «الأخبار» الاتصال به من دون جدوى. على أي حال، المتضرّر الأكبر من القضية هم موظفو الاستديو الذين يبلغ عددهم قرابة 300 بين مصور وتقني. فهم لم يتقاضوا رواتبهم بعدما جمّد الأب غابريال المرّ صرف الأموال، حتى إنه يجري اتصالات مع معارفه السياسيين، متوعّداً ابنه بوضعه خارج الاستديو. في الاستديو بلبلة وكلام وترقّب. يهمس بعضهم بأن المشكلة الكبرى تتمثل في أنّ خلاف آل المر جاء في التوقيت السيّئ، فتحضيرات البرمجة لشهر رمضان على نار قوية، وأيّ مشكلة قد تؤدي إلى عرقلتها، ووقف عقود شراء المشاريع الدرامية التي تكلّف الملايين. في المحصلة، سيشهد الاسبوع الحالي تطورات مهمة في القضية التي باتت في عهدة القضاء، فيما ينكبّ كل طرف على ممارسة كل ما يتمتع به من نفوذ وسلطة وعلاقات لاستمالة القضاء إلى جانبه.