القاهرة | سيغيب المغني أحمد سعد وربما زوجته الممثلة سمية الخشاب طويلاً عن الشاشات والأضواء خلال المرحلة المقبلة. فقد أكّدت مصادر مقرّبة من النجمين المصريين لـ«الأخبار» أن قراراً غير رسمي صدر بإبعادهما عن دائرة الضوء، عقاباً لسعد الذي أطلق أغنية أغضبت النظام. «إعمل ضريبة» كلمات لشاعر معارض يدعى غازي سامي (شهرته غازي حبيبة) غنّاها سعد بدون موسيقى في فيديو (لا تزيد مدّته عن 60 ثانية) أطلقه قبل عشرة أيام فور الإعلان عن زيادة جديدة في أسعار المحروقات تطبيقاً لـ «برنامج الإصلاح الاقتصادي» الذي يلقى معارضة شديدة في مصر. الكلمات لاقت رواجاً كبيراً في وقت سكت فيه الإعلام المصري عن مناقشة القضية، أو السماح لأصحاب الرؤى الأخرى بطرح وجهات نظرهم على الجمهور. وحده صوت سعد في الأغنية، عبّر عن احتجاج ملايين المصريين على القرارات التي أدّت إلى مزيد من الغلاء ليس في أسعار المحروقات فحسب، بل أيضاً في الكثير من السلع التي ترتبط بها. حقّق مقطع الفيديو عبر الفايسبوك قرابة 10 ملايين مشاهدة، وإن كان من الصعب الوصول إلى رقم دقيق كون المئات حمّلوا الأغنية وأعادوا إطلاقها. أمر دفع المحامي أشرف فرحات إلى تقديم بلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق ضدّ سعد يتّهمه بـ «إحداث فتنة بين طوائف الشعب». ردّ المغني بتكليف محاميه بالدفاع عنده إذا طلب للمثول أمام النيابة، وهو الأمر الذي سيحدث على الأرجح، لأن الجهات الرسمية في مصر لم تعتد على تجاهل هذا النوع من البلاغات ولو كانت مقدّمة ضدّ فنانين ومثقفين. بالطبع، لم تسمح أيّ صحيفة أو قناة تابعة للدولة بظهور سعد والتعبير عن وجهة نظره، وهو ما سينسحب أيضاً على زوجته وفق ما يتردّد في الكواليس. غير أن الأغنية فتحت المجال للحديث عن موضوعين آخرين: الأوّل هو مؤلفّها غازي سامي حبيبة وشهرته «شاعر المغتربين»، إذ اتضح أنه في السجن منذ أشهر بعدما صدر أمر بالقبض عليه بسبب قصائده التي يهجو فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان يطلقها عبر فيديوهات يصورّها على الفايسبوك ويوتيوب. أما القضية الثانية، فترتبط بمواصلة تضييق الخناق على الفنانين المعارضين آخرهم سعد. مع العلم أنه من المغنين القلائل الذين انضموا لـ «ثورة 25 يناير» 2011، عكس موقف شقيقه الممثل عمرو سعد الذي انحاز لنظام مبارك.