عندما أعلنت lbci أنّ هشام حدّاد سيتولّى تقديم برنامجها الانتخابي الجديد «تحصيل حاصل» (الخميس ــ 21:15)، تخوّف كثيرون من أن يقع مقدّم برنامج «لهون وبس» (الثلاثاء ــ 21:30) في فخّ «الاستهلاك» والاستنزاف بظهوره مرّتين في الأسبوع على الشاشة نفسها وفي مشروعَيْن مختلفَيْن تماماً! فالأوّل يهدف إلى تفسير القانون الجديد بطريقة سهلة وبسيطة بواسطة تقارير وغرافيكس تشرح وتحلّل آليّة التصويت والتحالفات، ضمن حلقات معدودة تجول على الدوائر الانتخابيّة وتتخللها نقاشات مع ممثلين ومندوبين عن مختلف التيارات والأحزاب، والشباب اللبناني. أما الثاني، فيدور في فلك النقد الساخر والهجاء وسط مناخ ترفيه وفني، ويحقق منذ أكثر من عامين نجاحاً لافتاً رغم الثغرات.لكن مَن يعرف حدّاد، يعلم أنّه متابع ومطّلع على أدق تفاصيل السياسة اللبنانية. قبل أن يظهر على شاشة الـ otv في برنامج النكات «لول»، ينشط ابن مرجعيون الجنوبية سياسياً منذ كان على مقاعد الدراسة، وكان منتسباً إلى «التيّار الوطني الحرّ» قبل أن يُفصل العام الماضي على خلفية انتقاده لرئيسه جبران باسيل. كما أنّه ليس غريباً عن هذا النوع من البرامج، إذ شارك قبل سنوات في نقاش سياسي مشابه أداره الإعلامي وليد عبّود عبر «المؤسسة اللبنانية للإرسال».
بعد متابعة حلقتَيْ «تحصيل حاصل» اللتين عُرضتا حتى الآن، يبدو أنّ هشام استطاع استثمار هذه الخلفية السياسية في أدائه. إلى جانب استناده إلى الإعداد الجيّد للحلقات لناحية البحث والمعلومات، وظّف معرفته في إدارة النقاشات بين ضيوفه والردّ على البعض بتلقائية وسرعة بديهة لافتتَيْن، كما لم يسلم أي طرف من أسئلته المُحرجة. إلا أنّه يؤخذ على هشام إخفاقه في تحييد آرائه الشخصية، كما ظهر في انتقاده الحاد لباسيل في الحلقة الأولى التي خُصّصت لدائرة الشمال الثالثة أو مهاجمته لحزب «القوّات اللبنانية» في حلقة بعلبك ــ الهرمل. بعدما طغى عليه في الحلقة الأولى الأسلوب «الظريف» الذي يعتمده في تقديم «لهون وبس»، مما عرّضه لانتقادات كثيرة، بخاصة أنّه لم يكن مناسباً لأجواء البرنامج الجديد المتّسم بالجدية المقرونة بالبساطة والقرب من الناس، تمكّن هشام من اعتماد طريقة جديدة سيساعد استمرارها الناس على الفصل بين المشروعَيْن وعدم المقارنة بينهما. صحيح أنّ النقاشات بين الحاضرين في الاستديو قد تخرج عن سيطرة هشام أحياناً ويغلب عليها الصراخ والفوضى، غير أنّ الأمور سرعان ما تعود إلى طبيعتها من دون أن تخلو الجدالات من السخونة والجرأة، كما حدث في حلقة الخميس الماضي لدى التطرّق إلى معركة عرسال، والتمثيل المسيحي في بعلبك ــ الهرمل، والعفو العام… أما الآن، فتتجه الأنظار إلى أداء حدّاد في حلقة زحلة التي تعرض بعد غدٍ الخميس، ومن المؤكد أنّها لن تكون سهلة!