لم يحجز برنامج b.b.chi مكانه على برمجة قناة lbci الخريفية التي إنطلقت قبل أسابيع، لكن العمل التلفزيوني الساخر لن يطيل الغياب، إذ يعود أوائل العام 2018 إلى محطة بيار الضاهر. بعد خلافات في وجهات النظر بين فريق البرنامج الذي يتألف من سلام زعتري وفؤاد يمّين، وجنيد زين الدين، وعبّاس جعفر وعبد الرحيم العوجي، والقائمين على الشاشة، وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وتجمّد المشروع على الشاشة.
لذا، نال العمل فترة إستراحة إنطلقت قبل حلول شهر رمضان لغاية اليوم. طوال هذه الأشهر، حاول فريق b.b.chi أن يستغلّ وقته في التحضير لإطلاق القناة الخاصة بالبرنامج على يوتيوب (الأخبار 4/10/2017). التجربة الأولى لتلك الخطوة كانت بنشر عدد (لا بأس به) من الفيديوهات التي تضمّنت اسكتشات ساخرة عُرف بها البرنامج، من أجل جسّ نبض المتابعين. كانت المفاجأة أن الفريق تلقّى ردود فعل إيجابية على تلك الفيديوهات، وشكّل ذلك دفعاً إيجابياً للتوجّه نحو الـ «نيو ميديا». لكن فريق b.b.chi حاول عدم التخلي عن الشاشة كلّياً، وقرّر التفاوض مرة أخرى مع lbci، على اعتبار أن العقد الموقّع بين الطرفين مدّته 3 سنوات، مضت واحدة منها فقط. من هذا المنطلق، صوّر العمل الساخر حلقة تجريبية أخيراً وتمّ إدخال بعض التعديلات عليها كي تحظى بموافقة المسؤولين عن القناة. وعليه، سارت الامور جيداً، وستنطلق الحلقات الجديدة على lbci أوائل العام المقبل، من دون تحديد موعد معيّن للبثّ. يعود المشروع بحلّة مغايرة عن الموسم الماضي، مع الحفاظ على روحه الساخرة ونكهته الخاصة التي ميزته عن باقي الأعمال. تلك التعديلات لن تكون جوهرية، والأهم أنها ستتماشى مع تطلبات lbci لرفع نسبة البرنامج بعدما تراجعت أسهمه قليلاً لأسباب عدّة، منها تتعلق بموعد البثّ، وأخرى بسبب المحتوى الذي لم يكن على قدر التوقعات. في هذا السياق، يشهد العام 2018 خطوتين أساسيتين لفريق البرنامج: الأولى إطلاق الموقع (رسمياً) على يوتيوب، والبدء بالتفاعل بشكل كبير معه، والثانية عودة الفريق إلى الشاشة بطاقة إيجابية. نسختان من العمل نفسه يتزامن بثّهما في التوقيت نفسه، لكن لكل مشروع خصوصية معينة من دون الدخول في منافسة. الفقرات التي تعرض في البرنامج لن تكون ضمن اليوتيوب، والعكس صحيح. اللافت أن فريق العمل سيأخذ من يوتيوب فسحة له لعرض ما لا تحتمله lbci من جرأة في المضمون، ويرفع الـ«دوز» السخرية قليلاً، بخاصة فيما يتعلّق ببعض المواقف السياسية (الموالية والمعارضة) التي قد تعترض عليها إدارة القناة، وتطلب عدم عرضها على شاشتها. على يوتيوب، لا خطوط حمر، لأن القناة ناطقة بإسم الفريق وستتزامن مع التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية المتوقعة في أيار (مايو) المقبل. لذلك، سيستغل فريق البرنامج تلك الفترة «الحساسة» لعرض التطوّرات بطريقة ساخرة وقريبة من اللبنانيين. يبقى السؤال: أيّ يوم سيخصّص لعرض b.b.chi، وسط إزدحام برمجة lbci طوال أيام الاسبوع؟