تونس | «الساحر» هو العنوان الذي اختاره التشكيلي عمر الفيومي لمعرضه في «غاليري العاصمة» في ضاحية الزمالك الذي يستمر حتى ٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر).
25 عملاً فنياً يقدّمها الفيومي خريج «كلية الفنون الجميلة» في جامعة القاهرة والأكاديمية الروسية. أنجزت هذه الأعمال بين يناير ٢٠١١ و ٢٠١٧.
ورغم اختلاف أحجامها، إلا أنّ القاسم المشترك بينها هو تركيزها على فن البورتريه، لكن بمسحة مشوّهة مقصودة اختارها الفيومي لإدانة ما نعيشه في العالم العربي من مسخ انساني، وظهور طبقة سياسية بلا قيم، وغياب أي حوار جدي يمكن أن يقدّم بهذه المجتمعات التي تعاني من تشوُهات قيمية.
تيمة المعرض واحدة هي تشوّه ملامح هذه الكائنات. يبدو الفيومي «ساحراً» في معرضه بتقديمه وجوهاً غريبة بقرون في الرأس، وعيون مطموسة، ونظرات زائغة مسكونة بالخوف والصراخ الصامت.

في هذا المعرض، استخرج الفيومي من المواطن المصري والعربي بشكل عام رعبه الداخلي وتشوّهاته التي كان يخفيها البروتوكول الاجتماعي، ليقف عارياً أمام حقيقته التي كشفتها ما يسمى بالثورات العربية.
إذ كشفت لنا مقدار التشوّهات التي يحملها الانسان العربي، واكتشفنا خيبتنا والمسخ الذي نعاني منه. كأننا في منزلة بين المنزلتين، هي مأساة الإنسان الذي يتأرجح بين الطهر والحيوانية كما قال الكاتب التونسي صاحب «السد» محمود المسعدي.
معرض عمر الفيومي يعري حقيقة الانسان العربي الذي حلم بالتقدّم والحرية والكرامة بعد ما حدث في ٢٠١١، إلا أنه اكتشف بعد سبع سنوات أنه يسقط في الحضيض. حضيض العنف والارهاب والوهابية. معرض «السّاحر» هو معرض المسخ الانساني بامتياز.
والملاحظ في تجربة عمر الفيومي حفاظه على القالب الكلاسيكي واللوحة المسندية بملامحها الثابتة مع نزعة تجريبية في مستوى التقنيات، مثبتاً مرة أخرى مساره التشكيلي.