روايات الحرب الأهلية

  • 0
  • ض
  • ض

إلى جانب دمشق، حضرت بيروت ووقائع الحرب الأهلية في القصص المحكية لياسين رفاعية، كما شكلت خلفية عدد كبير من كتبه التي تجاوزت العشرين. تسرب ثقل الحرب اللبنانية إلى أحداث «الممر» (1978) أولى الروايات التي صنفت ضمن أعمال الحرب الأهلية.

من خلال قصة حب، أدخل الروائي السوري تفاصيل الاقتتال المسيحي المسلم على الهوية، على هامش قصة مثقف يحلم بتحول إيجابي، ويدفع حياته ثمناً للحب، مصلوباً كما المسيح. وفي «رأس بيروت» (1992) التي حملت اسم المنطقة التي عاش فيها حتى رحيله أمس، تتبع رفاعية يوميات الحرب، وتفاصيل الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية. بطل الرواية هو عبد القادر الذي أتى إلى المدينة كبائع صحف ورث المهنة عن والده، ليعتاده الناس وسكان الأبنية، قبل أن يختفي فجأة في ظروف غامضة. يقدم رفاعية هنا ما يشبه الرصد الشامل لمصائر الناس في رأس بيروت، التي كانت خالية من المقاتلين، لكن الظروف القاسية كانقطاع الماء والكهرباء حوّلتهم إلى مشاريع مقاتلين. «امرأة غامضة» (1993) هي محطة أخرى مع العاصمة اللبنانية. يأخذنا رفاعية إلى الثمانينيات، آخر مراحل الحرب الأهلية من خلال قصة رجل أربعيني مغرم بشابّة عشرينية يلفّ الغموض شخصيتها، فيسعى هو إلى تبديده. وفي «دماء بالألوان» (1988)، يقف الرسام وديع الخال أمام حياته التي دمرتها أشباح بيروت بعدما خسر لوحاته ودفاتره وأوراقه.

0 تعليق

التعليقات