يبدو أن انعكاسات الأزمة المالية التي تضرب الإعلام اللبناني، بما فيه القنوات، بدأت بالظهور علناً. فقد قرّرت lbci الاستغناء عن بعض العاملين لديها، من ضمنهم كريستيان جعارة رئيس قسم التصوير في «الأخبار»، بعدما عمل لديها لأكثر من ثلاثين عاماً. رافق جعارة بدايات lbci ثم انضمّ إلى فريق شركة «باك». ومع إقفال الأخيرة وصرف موظفيها، انتقل المصوّر إلى القناة قبل أن ينتهي مشواره معها أخيراً.
حصل ذلك عندما كان جعارة في إجازة مرضية بسبب عملية جراحية أجراها في يده قبل شهر تقريباً. وحين عاد إلى العمل بعد فترة وجيزة، فوجئ بقرار طرده، والحجة: الضائقة المالية. أُبلغ جعارة قرار الاستغناء عنه يوم الأربعاء الماضي، ولم يأخذ مستحقاته المادية بعد، لكن رئيسة الموارد البشرية في lbci أبلغته أن القناة ستدفع له تعويض شهر واحد عن السنوات الثلاثين التي أمضاها في المحطة، لكن المصوّر رفض ذلك، وقرّر إعطاء المحطة فرصة لتسوية الأمور قبل أن يرفع دعوى قضائية ضدّها. ليس جعارة وحده من استغنت عنه lbci. قبل أيام، أُعلم أسعد عريضة الذي يعمل في قسم المونتاج بقرار طرده، والحجّة أيضاً هي الضائقة المالية. تشير مصادر مقرّبة من المحطة اللبنانية إلى أن لائحة طويلة من الأسماء أعدّت للطرد، لكن لم يتمّ تبليغ الموظفين بعد...

استقال ميثم قصير
ليلتحق بقناة «العربي»
فهل يخاف بيار الضاهر من الاستغناء عن بعض العاملين في القناة دفعة واحدة خوفاً من الضجة الاعلامية؟ وماذا عن الأحاديث التي تدور في الكواليس عن أنّ قنوات محلية أخرى ستحذو حذو «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وتُقدم على خطوة الطرد بسبب الضائقة المالية؟ في هذا السياق، ترك المراسل ميثم قصير العمل في lbci بعدما كان من الفريق الشبابي الذي أضفى نكهة اجتماعية على قسم الأخبار، ليلتحق بقناة «العربي» التي ستنطلق قريباً. يقول قصير في حديث لـ «الأخبار»: «لا خلافات مع المحطة، بل قدّمت استقالتي كي أدخل في تجربة تلفزيونية أخرى وسأكون مراسل «العربي» في بيروت». وكانت القناة القطرية قد بدأت البثّ التجريبي قبل أشهر.
من جهة أخرى، تشهد القنوات اللبنانية هذه الأيام تنقلات إعلاميين في ما بينها، وهذه المرة، كانت عملية التغييرات متبادلة بين «الجديد» و mtv. فقد قدّمت رونا حلبي مراسلة «الجديد» استقالتها بعدما تلقّت عرض عمل وانضمّت إلى المحطة التي يديرها آل المرّ. وفي هذا الإطار، تقول حلبي لـ «الأخبار»: «لقد قبلت العمل الجديد في mtv لأنني سأتولّى مهمّة تقديم نشرات الأخبار، إضافة إلى إعداد التقارير. وهذه خطوة مهمّة في عملي، وكنت أنتظرها منذ زمن، ولم أكن لأحقّقها في «الجديد». سأبدأ عملي الجديد في الأول من أيار (مايو) المقبل». إذاً، عملية تنقل بين الإعلاميين، وخضّات مالية تشهدها القنوات اللبنانية هذه الأيام، في انتظار خروج الدخان الأبيض من الاجتماعات الماراتونية التي يقيمها المسؤولون عنها مع السياسيين والوزارات المعنية للخروج من عنق الزجاجة هذا.