القاهرة | يبدو أنّ السوق الإعلامية المصرية لا تزال تسير في طريق اللاعودة. كل فترة، تتبدد آمال العاملين فيها بالعودة إلى مرحلة الاستقرار. وجاء قرار إغلاق cbc2 أخيراً ليؤكد كل المخاوف. ما ذكره البيان الرسمي الصادر عن شبكة قنوات «سي. بي. سي.» حول سبب إغلاق cbc2 يحمل الصدق في ظاهره. لكن الباطن مليء بتفاصيل أخرى.
أورد البيان أنّ القناة ستتوقف عن البث نهاية الشهر الجاري بدعوى عدم وجود موعد نهائي لعودة الدوري المصري، إذ كان «الملعب» (تقديم أحمد شوبير) البرنامج الرئيس على المحطة التي حصلت على حق عرض مباريات 7 فرق في الدوري المصري؛ أبرزها «الأهلي». لكن، ماذا لو عاد الدوري لاحقاً؟ يجيب البيان عن السؤال الافتراضي بأن الشبكة ستدرس في هذه الحالة عودة البرنامج فقط على قنوات الشبكة الأخرى، وتحديداً cbc أو «cbc إكسترا»، لأنه يصعب تخصيص مساحة في القناة الثالثة أي «cbc دراما» لعرض مباريات كرة القدم.
القنوات تقاوم الضائقة
بالطرد أو بخفض المرتّبات

هذا ما ذكره البيان. أما التفاصيل، فتؤكد أن قرار توقف الدوري جاء كحبل إنقاذ للشبكة التي تفكر منذ أشهر في وسيلة تتخلص فيها من عبء القناة التي انطلقت في شباط (فبراير) 2014. كانت انطلاقة المحطة قوية للغاية بخمسة وجوه دفعة واحدة، أبرزها منى الشاذلي ببرنامجها «معكم»، وإسعاد يونس ببرنامجها الأشهر في مصر حالياً «صاحبة السعادة». لكن كلتا النجمتين نُقلتا لاحقاً إلى قناة cbc الرئيسة. هكذا، بقي أحمد شوبير ومدحت العدل مقدم برنامج «أنت حر» ومحمد علي خير مقدم برنامج «مساء الخير». وكان خير قد أعلن قبل أيام فقط إنهاء تعاقده مع الشبكة، أي أن القناة في كل الأحوال كانت في طريقها إلى التصفية. لكن جاء قرار عدم عودة الدوري هذه الأيام ليكون بمثابة تبرير مناسب لوقف القناة التي كانت تخصّص ساعات الصباح لعرض أفلام ومسلسلات من كلاسيكيات هوليوود الشرق. وبذلك تعد cbc2 ثالث شاشة تتوقف عن البث في أقل من 10 أسابيع، بعد إعلان شبكة قنوات «المحور» وقف شاشتي «المحور 2»، و«المحور دراما»، في إشارة واضحة إلى استمرار الأزمة المالية التي تخيّم بثقلها على أرض مدينة الإنتاج الإعلامي. اللافت أنّ معظم القنوات التي قد تنجو من قرار الإيقاف النهائي تتعرض لسلسلة إجراءات تقشفية متتالية، سواء عبر التخلص من العمالة كما جرى في «cbc إكسترا»، أو خفض أجور العاملين كما حدث أخيراً في «أون. تي. في.» التي كانت قد تخلّصت أيضاً من ثلث العاملين فيها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أو عدم تجديد عقود بعض الإعلاميين، كما فعلت «المحور» التي باتت تفصل أخيراً أي موظف يهدّد بالإضراب للحصول على مستحقاته المتأخرة.