يمكن القول إن حضور شربل خليل أمس إلى قصر العدل ومثوله أمام النائب العام التمييزي القاضية ندى أسمر في الشكوى المقدّمة ضدّه من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان والمحامي طارق شندب، أشبه بحلقة ساخرة من برنامج «بس ما وطن» (lbci) شكلاً ومضموناً.
لبّى أبطال البرنامج الذي يخرجه خليل الدعوة إلى الوقفة التضامنية التي نظّمتها مؤسسة «مهارات» وحضروا إلى قصر العدل، ولكنهم لم يطلّوا بالشخصيات التي عُرفوا بها، بل كممثلين دفاعاً عن قضية. أما «الجريمة» التي يحاكم على أساسها خليل، فمثيرة للضحك. مخرج «دمى قراطية» أعاد نشر (ريتويت) قبل أيام خبراً على تويتر بعنوان «غرفة خاصة للنكاح الشرعي «جهاد النكاح»».
تضمّن الخبر صورة لامرأة ترتدي الأسود وتجلس على سرير مغطّى بعلم «داعش». تلك «الريتويت» كانت كفيلة بتحريك القضاء، فقدّم دريان وعدد من الشيوخ دعوى بحجّة «إثارة النعرات الدينية والمذهبية، والنيل من الوحدة الوطنية».

بسريّة تامة، حضر خليل صباح أمس إلى قصر العدل، ولكن بعد ساعتين تقريباً من الاستجواب، خرج برفقة وكيله القانوني النائب في «تكتل التغيير والإصلاح» إبراهيم كنعان، معلناً انتصاره. قال: «نحن أحرار ولسنا «دواعش». ستبقى الحرية أقوى من أيّ شيء».
وأضاف «قدّمت الحجج والبراهين بعدم الإساءة إلى أيّ دين».
انتهت الجلسة بإخلاء سبيل خليل بسند إقامة، وقرّر النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود إحالة الملف على النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان. تلك الجولة القانونية تدلّ على هشاشة القضاء الذي ركّز على «ريتويت»، بينما يتغافل كثيرون عن تصريحات بعض النواب الذين يحرّضون على النعرات المذهبية جهاراً في إطلالاتهم.
من جهة أخرى، شارك عدد خجول من المغنين والممثلين والفنانين في الوقفة التضامنية، مما يدل على مدى تشتّتهم أو ربما حالة اللامبالاة العامة والمزمنة إزاء قضايا تعد أساسية بالنسبة إلى الفنانين أولاً. يتحدّث الممثل يوسف حداد مطوّلاً لـ «الأخبار» عن رأيه في قضية خليل، قائلاً «من المعيب أن نكون هنا للدفاع عن المخرج، بينما هناك عشرات الإرهابيين الذين ينتظرون محاكماتهم بجرم الإرهاب. إن الإرهاب يقتلنا ويستعمل الدين للقضاء علينا».
في السياق نفسه، كانت تقلا شمعون الممثلة الوحيدة التي شاركت في تلك الوقفة، وتوضح «أنا ثورجية منذ صغري، ولا أحبّ الظلم وأشهد للحقّ إن شربل مظلوم. لم نقف هنا للتسبّب بأذيّة لأيّ طائفة معينة، ولكن «داعش» لا يمثّل الإسلام، وهذا الأمر لا نقاش عليه».
بدوره، يدعو الممثل كلود خليل إلى «التفكير جديّاً في الدعاوى التي ترفع ضدّ الفنانين والتحرك إزاء هذا الأمر الخطير».
باختصار، يبدو أنّ شربل خليل سيستثمر «مغامراته» ومشاهداته أمس لتقديم عدد من الاسكتشات المضحكة والساخرة في برنامجيه «بس مات وطن» و«دمى قراطية».