لا يمكن للحديث مع النجم اللبناني المخضرم أحمد الزين (1944) أن يكون متكلفاً. سرعان ما يحجز «ابن البلد» مكانة ثابتة في قلوب الآخرين. التقيناه في موقع تصوير مسلسله الجديد «بنت الشهبندر» (كتابة هوزان عكو، وإخراج سيف الدين السبيعي) فأخبرنا أنه اعتزل الأحاديث والإطلالات الإعلامية منذ زمن طويل، لكنه مقابل ذلك لا ينكر الحق بضرورة الحديث الإعلامي عن كل عمله يشارك فيه. لذا اختار أن يحدثنا عن دوره في هذا المسلسل وجديده بشكل عام. لكن قبل كل ذلك، نغتنم الفرصة لنسأله عن برنامجه الإذاعي الذي انطلق أمس على «إذاعة النور» بعنوان «كلمة عالماشي» (كتابة أحمد ترمس، وإخراج جواد شري).

البرنامج عبارة عن مونولوج يتقمص فيه الزين شخصية «أبو الحبايب» للحديث عن هموم المواطن ومشاكله اليومية. في حديثه معنا، يشرح فكرة البرنامج قائلاً: «لا شيء جديداً أقدمه في هذا البرنامج سوى خطوة إضافية نحو توطيد العلاقة الحميمة مع الناس الذين قررت الامتناع عن خيانتهم. هو مقترح إذاعي لتواصل وجداني وحقيقي يكرس علاقتي مع الناس». لكن هل يتخذ هذا البرنامج بعداً نقدياً أو هاجس المحاكمة الفنية لجوانب الحياة؟
ينفي نجم «الغالبون» ذلك، قائلاً: «على الإطلاق. صحيح أنه يتكلم عن هموم المواطن، لكنه يخوض في مواضيعه بعيداً عن النقد وبطريقة شفافة وهادئة جداً».
في السياق ذاته، يذكّر بأن أول مسرحية قدمها في حياته (دماء على الأراضي المحتلة) كانت عن الشهيد خليل عز الدين الجمل (1951 ـ 1968)، وهو أول شهيد لبناني سقط في سبيل القضية الفلسطينية وشيّعه ربع مليون لبناني، وقُرعت له أجراس الكنائس في لبنان.
يجسد صاحب مقهى
نمّام في «بنت الشهبندر»

وللأسف بعد مرور كل هذا الزمن، لا تزال الدماء تسيل على الأرض المحتلة، وهي الفكرة التي ينطلق منها أيضاً برنامجه الجديد. يلفت إلى أنه سجل «حوالي ثماني صفحات ستتصرف بها الإذاعة وتقسمها بمعرفتها إلى عشر دقائق كل حلقة». على المنوال ذاته، يفصح بأن تجربته في البرنامج الإذاعي «ابن البلد» على الإذاعة اللبنانية، مستمرة طالما أنه على قيد الحياة.
أما عن أدواره التلفزيونية، فيقول: «أجسد في «بنت الشهبندر» شخصية لم أقدمها سابقاً هي عدلي صاحب المقهى.
هو شخص نمّام ينقل الكلام، ويمتلك طموحات كثيرة. ورغم كرهه للجميع، إلا أنّه يتميز بملكة تجعله محبوباً لدى الناس».
من جانب آخر، يوضح الزين أنه لا يقرأ دوره فقط، بل يقرأ المسلسل كاملاً ويتخيّل قصته: «أستمتع بأداء هذه الشخصية المركبة الصعبة». لكن ألا يخش الممثل اللبناني المقارنة بينه وبين عدد من الممثلين السوريين الذين سبق لهم تأدية هذا الدور في المسلسلات الشامية ببراعة؟
يرد «لا يمكن طرح هذا السؤال على شخص هواه سوري وعاش في سوريا ثلاثين عاماً، وجسد عشرات الأدوار في الدراما السورية ولم يتحدث سوى لهجته الأصلية حتى في الأعمال الشامية مثل «طالع الفضة» و«باب الحارة».
وهنا، نحن أمام عمل يحكي عن بلاد الشام في مرحلة كانت العلاقات الاجتماعية فيها مبنية على النقاء». من جهة أخرى، يكشف الممثل القدير عن بحث كثيف يجريه لدى قراءته لكل شخصية سيجسدها، فيفتّش عن شبيه لها في الحياة ويتقمص شخصيته ويضيف لمساته الخاصة. هذا ما حصل عندما بحث عن شخص في الجنوب يدعى أبو حسين وهو شبيه بشخصيته في مسلسل «الغالبون».



«كلمة عالماشي»: من الخميس حتى الأحد 16:30 على «إذاعة النور» (91٫9FM)