القاهرة | النجاح الذي حقّقه الممثل محمد رمضان في الدراما الرمضانية العام الماضي ووصفه بـ"الحصان الرابح" لم يكن سبباً كافياً لوجوده في رمضان المقبل. فقد اضطر صاحب "ابن حلال" (تأليف حسان دهشان وإخراج إبراهيم فخر) للخروج من الماراثون الدرامي الأقوى تحت ضغوط صراع شركات الإنتاج وخطئه في التوقيع على بطولة مسلسلين لشركتين في التوقيت نفسه. أزمة رمضان مع السباق الرمضاني أسدل الستار عليها رسمياً أول من أمس، بعدما نشر على الفايسبوك تسجيلاً صوتياً يؤكّد فيه عدم الوجود في المنافسة بعد مرور أربعة أشهر على الأزمة بينه وبين المنتجين صادق الصبّاح ومحمد سمير، وفشل محاولات الحل الودّي بين الأطراف. تفاصيل المشكلة ترجع إلى توقيع الممثل مع الصبّاح لبطولة مسلسل "ولاد محروسة" في رمضان 2016 قبل أن يقرّر تعديل موعد المسلسل ليكون في 2015 بموجب عقد استكمالي. لكن الممثل وافق بعدها بأيام على بطولة مسلسل "غريب أوباما" مع محمد سمير ليعرض في 2015، وطلب تأجيل مشروعه مع الصبّاح الذي رفض وتمسّك بتفاصيل ما جاء في العقد والملحق الخاص به. قدّم المنتجان العقود الموجودة معهما إلى نقابة السينمائيين المصرية، التي حصل بموجبها بطل "عبده موته" (إخراج إسماعيل فاروق وكتابة محمد سمير مبروك) على عربون التعاقد كجزء من أجره.

عندها، اضطرت النقابة أمام تمسّك المنتجين بتنفيذ العقود واستحالة تصوير العملين في التوقيت نفسه، إلى إصدار قرار بوقف رمضان عن التمثيل لحين حلّ الأزمة وديّاً.
طلبات الممثل من الصبّاح بتأجيل العمل معه إلى العام المقبل قوبلت بالرفض، وخصوصاً أن الصبّاح كان قد راهن عليه في الدراما التلفزيونية كبطل للمرة الأولى بعد أعمال سينمائية ناجحة. وكان رمضان اضطر إلى الغياب عن التمثيل منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع تصريحات له تؤكّد أنه سيطلّ خلال المنافسة الرمضانية، وأن الأزمة بين المنتجين في طريقها إلى الحلّ. لكن اعتذاره لجمهوره عن عدم الظهور في شهر الصوم، يؤكّد أن الأزمة لم تحلّ بعد، وأن ما ادّعاه خلال رسالة الاعتذار بأنه فضّل التفرّغ لتحضير فيلم جديد غير صحيح. كما أن تبريرات رمضان تعتبر جزءاً من محاولاته لحلّ الأزمة التي غيّبته عن الكاميرا قبل خمسة أشهر، رغم وجود مشاريع سينمائية وتلفزيونية جاهزة تنتظر موعداً لبدء التصوير.
حتى الآن، تتمسّك نقابة السينمائيين المصرية بموقفها في منع صاحب فيلم "قلب الأسد" (كتابة حسام موسى وإخراج كريم السبكي) من التمثيل في السينما، لتظلّ الأزمة مفتوحة وتطرح العديد من التساؤلات حول تأثيرها على أعماله المقبلة. فهل تنتهي أسطورة الإيرادات الضخمة التي تحقّقها أعمال رمضان متأثرة بمشاكله مع المنتجين؟ أم سيحافظ على الإيرادات الاستثنائية التي يحقّقها بأفلام محدودة التكلفة؟