القاهرة | الخبر الأهم لم يكن عودة نادية الجندي (1938) إلى السينما بعد غياب 13 عاماً، بل الشخصية التي قررت «نجمة الجماهير» تجسيدها على الشاشة الكبيرة! فمنذ فيلم «الرغبة» (2002)، غابت نادية الجندي (1938) عن الشاشة الفضية بعدما تأكد استسلام الجمهور للجيل الجديد من الممثلين والممثلات، فيما أخلص جمهور الجندي للدراما التلفزيونية التي انتقلت إليها لتقدم خلال سنوات ما بعد «الرغبة» حتى الآن أربعة مسلسلات حققت نجاحاً تفاوت بين ضعيف ومتوسط.
لكن الممثلة المصرية الملقّبة بـ«نجمة الجماهير» أعلنت عزمها على العودة إلى السينما من جديد. لم تصرّح بالمزيد من التفاصيل عن الجهة المنتجة، والمؤلف والمخرج، فالموضوع ما زال مجرد فكرة. لكنّها اكتفت بالقول إنّ الشريط سيتناول شخصية المستشارة تهاني الجبالي. والأخيرة كانت من الشخصيات التي تتمتع بصورة جيدة في الشارع المصري قبل «ثورة يناير»، كونها كانت السيدة الوحيدة التي دخلت المحكمة الدستورية العليا. كان ذلك إنجازاً للمرأة المصرية قدّره الرأي العام وقتها. لكن بعد خلع حسني مبارك، ظهر انحياز واضح من الجبالي لنظامه بشكل قدّم تفسيراً آخر للمنصب الرفيع الذي حصلت عليه، وهو علاقتها الوطيدة بسيدة مصر الأولى حينذاك، سوزان مبارك. اكتسبت الجبالي المزيد من الأنصار بسبب عداء جماعة الإخوان المسلمين لها وإبعادها في عهدهم عن المحكمة الدستورية. لكنّ أداءها السياسي ظلّ غالباً على مكانتها القضائية. على سبيل المثال، لم تتحرج أول من أمس في وصف توفيق عكاشة، مالك قناة «الفراعين»، بأنه نموذج للمناضل المصري. ما يجمع تهاني وعكاشة هو انتماؤهما لنظام مبارك. لكن المستشارة الجليلة، كما يلقّبها محبّوها، تناست أنّ عكاشة دخل السجن بسبب قضية نفقة لا بسبب الوطنية.

قد تؤدي شخصية
المستشارة تهاني الجبالي
كل ذلك لم يؤثر في ما يبدو في قرار نادية الجندي التي أكدت عزمها على استكمال الفيلم. أما المفارقة، فكانت ردّ فعل تهاني الجبالي. أكّدت الأخيرة في تصريحات إلى جريدة «الشروق» أنّها التقت بالفنانة نادية الجندي قبل أشهر، وأنّ الأخيرة صارحتها بفكرة المشروع، ما أسعدها للغاية، لكنها لا تزال ترى أنه ما زال مبكراً رؤية فيلم أو مسلسل يروي قصة حياتها. وأضافت الجبالي أنّها ظنت لاحقاً أنّ المشروع تجمّد قبل أن تعود التصريحات حوله من جديد، وهي لا تزال على موقفها الرافض لتقديم فيلم عنها. وفي حال إصرار الجبالي على قرارها بعدم رواية سيرتها على الشاشة، ستضطر الجندي إلى الظهور باسم آخر في الفيلم وتغيير القليل من التفاصيل لعدم إغضاب الجبالي. في كل الأحوال، سيكون الفيلم ــ في حال خروجه إلى النور ــ بمثابة استفتاء غير مباشر على شعبية المستشارة الشهيرة. جمهور الشباب لن يذهب إلى صالات العرض، لا من أجلها ولا من أجل نادية الجندي.
بذلك، يكون الرهان على جمهور «حزب الكنبة»... مصطلح يُطلق على قطاع كبير من المصريين لم يشارك في «ثورة يناير». فهل سيدعم فيلم المستشارة التي لا تزال تساند نظام مبارك، أم سيظل جالساً على «الكنبة» حتى يصل الفيلم مجاناً إلى شاشات التلفزيون؟