البقاع | تكاد لا تجد محلاً للصرافة، في ساحة شتورا، إلّا تجده يبيع بطاقات تشريج للخطوط السورية المسبقة الدفع. جميع زبائن المحال من العمال السوريين، الذين اختبروا أماكن التقاط «شبكة الاتصالات السورية الخلوية» القريبة من الحدود. يتجمع هؤلاء في بلدة جديتا في البقاع الأوسط، ولا سيما أيام الجمعة والسبت والأحد ليختصروا كلفة المكالمات الهاتفية من الشبكة اللبنانية، لكونها «الأغلى في العالم»، عدا «سوء التغطية»، على حد تعبير معظم العمال.


يحضر جهاد محمود، وهو عامل في إحدى ورش البناء في محيط مدينة زحلة، كل يومين بعد دوامه إلى نقطة «التغطية» السورية. يقول إنّ مكالمته من الهاتف اللبناني «لا تتجاوز التحية والسلام، فالكلفة مرتفعة جداً، أما من الخط السوري فبتقدر تحكي وتتطمن عن الكل». هكذا، أصبح العمال يعرفون أين هي النقاط التي تلتقط الشبكتين السوريتين، «سيرياتيل» و«يا هلا»، فحسين رضوان يؤكد أنّ الدقيقة الخلوية في جديتا تكلّفه ثماني ليرات سورية فقط، فيما كلفتها من الهاتف اللبناني ألف ليرة لبنانية. ويلفت إلى أنّ خدمة الشبكة اللبنانية أصبحت سيئة جداً، «بدك تطلب الرقم أكثر من مرتين، حتى تسلّم على حدا، هذا بيخسرنا كتير بالمكالمة على سوريا».
وعرف أنور من زملائه أن تغطية الشبكة جيدة في إحدى الزوايا في بلدة تعنايل، ما يجعله يقصدها كل ثلاثة أيام تقريباً، للاطمئنان إلى أخبار بلدته بنش. ويشير إلى أنّ التغطية الجيدة للشبكة السورية كانت في السابق في محيط شتورا والمصنع اللبناني، «كأنك داخل الأراضي السورية، لكنها ساءت في الفترة الأخيرة».
وفي البقاع الغربي، لا يختلف الأمر عند العمال السوريين، الذين يكتشفون تغطية شبكات الخلوي لبلادهم، عن طريق الصدفة. «كيف ما نروح بنحاول نفتش عن تغطية، أحياناً بتظبط، وخصوصاً في المناطق المكشوفة على الأراضي السورية»، هذا ما يؤكده عصام، العامل في محطة وقود في جب جنين، الذي يحضر مساء كل يوم إلى منطقة تقع بين جب جنين وغزة، التي اكتشفها وهو في طريق عودته، من جديتا. «بيعلمولي على الخط اللبناني، إذا في شي ضروري، وبعدها أقصد مكان التغطية، لأخابر أهلي على الخط السوري، حتى ما خسرهم مخابرة دولية».