أوجد الإعلام الرقمي مهناً لم تكن قبل عقد من الزمن، وفتح الباب واسعاً أمام انتشار المعلومات ووصولها. ورغم سعي الجامعات والكليّات إلى وضع برامج تعليمية تواكب التطور، إلّا أن «المحتوى العربي الرقمي لا يزال يعاني مشاكل بنيوية وشكلية، إضافة إلى نقص في المواد الرقمية المكتوبة باللغة العربية». من هنا جاءت مبادرة إطلاق برنامج «الدبلوم الجامعي في المحتوى الرقمي العربي» في معهد الآداب الشرقية في جامعة القدّيس يوسف، بحسب منسّقة الدبلوم ندى عيد.ما يميّز الدبلوم الذي انطلق عام 2019 عن غيره من دبلومات «الكتابة الرقمية» أو «الصحافة الرقمية»، هو «جمعه لمواد تغطّي 3 محاور تسعى إلى إعداد طلاب قادرين على ابتكار محتوى صحيح لغوياً وتحريرياً، وعميقاً من حيث المعنى والهدف، ويحترم القواعد الأخلاقية» على ما تقول عيد. هذه المحاور هي: الكتابة بلغة عربية سليمة وتحرير رقمي مناسب للأداة الرقمية المستخدمة، إدارة الأداة الرقمية وتغذيتها بالمحتوى الملائم، وإجادة وضع الاستراتيجيات الملائمة لطبيعة هذه الأداة، والحرص على توفير تكوينٍ تقني شامل لأبرز ما يحتاج إليه من دون الغوص في الجانب التقني المتخصّص، والإضاءة على المبادئ الأخلاقيّة للعمل في الحقل الرقمي، وهي مستمدة من الأخلاقيات الصحافية المهنية بعد ملاءمتها مع احتياجات التحرير الرقمي.
يتألف الدبلوم من 30 رصيداً ويمتدّ على فصلين جامعيّين


يتألف الدبلوم من 30 رصيداً ويمتدّ على فصلين جامعيّين. ويتوجّه إلى «جميع الأشخاص الراغبين في الالتحاق بالعالم الرقمي أو المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي مشاركةً دينامية وفاعلة بصورة إيجابية»، على أن يحصل الطالب المتدرّب مع نهاية الدروس «على خبرات لإدارة وسائل التواصل، ومؤهلات للإشراف على محتوى وسائل الإعلام الرقمية».
وتلفت عيد إلى أن المعهد فتح باب التسجيل بالدبلوم، ويستعدّ لإطلاق دورة جديدة مع دفعة جديدة من الطلاب في تشرين الثاني المقبل. وللالتحاق بالدبلوم يشترط الحصول على شهادة الإجازة بصرف النظر عن الاختصاص، «المهم أن يملك الطالب المعرفة المتخصّصة للتركيز على الطرائق المناسبة والمقاربات الخاصة بالتحرير الرقمي ووضع الاستراتيجيات وتغذية الوسائط مهما كانت طبيعة محتواها التقني».