هذا المقال لا يتّهم أحداً، لكنّه يعرض المعطيات.وقف العالم متفرجاً كالطفل الصغير الذي لا يملك حولاً ولا قوةً، تاركاً الصين وحدها في مواجهة فيروس جديد مخلّفاً آلاف الضحايا. ظنّ العالم أجمع أنّ هذا الفيروس لن يصل إليه، وإن تفشّى، فلن يتعدّى ذلك محيط شرق آسيا، معتمدين على السيناريوات السابقة التي حصلت مع المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS) الذي تسبّبه (SARS-CoV) والذي أدّى إلى وقوع 8 آلاف إصابة ذهب ضحيّتها 10 في المئة آنذاك، أو مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS)) التي انحسرت في بعض دول الشرق الأوسط بعدما انتشرت في 27 دولة فقط، وغيرها من الأمراض التي تسبّبها فيروسات من فصيلة «كورونا»، كوباء إسهال الخنازير (PEDV).
واجهت الصين الفيروس الجديد بجدارة وصلابة. وبما أنّ الأطباء والعلماء لم يعلموا، في البداية، ما هو هذا الفيروس، فقد قاموا بتجارب مخبرية لتحديده، معتمدين على المعطيات العلمية المتوافرة للفيروسات المعروفة. ولمّا لم تأتِ بنتائج إيجابية، علموا أنّهم أمام مرضٍ جديد سببه فيروس غير معلوم. أولى الخطوات التي قاموا بها هي تحديد تسلسل الجينوم، وتفكيك الشيفرة الوراثية لهذا الفيروس، وسميت بـSARS-CoV-2 المسبّبة للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، المعروف بـCOVID-19، مشاركين نتائجهم مع زملائهم العلماء في كل أصقاع الأرض.
لكنّ الوباء لم يقف عند حدود الصين، بل بدأ بالتوافد إلى بلدان أخرى لا تتلامس حدودها مع مصدره، من دون التمييز بين الجنسية والعرق والدين، فانتشر بسرعة هائلة في إيران، ووصل بعدها إلى لبنان والمنطقة، ثم إلى أوروبا وبعدها إلى القارة الأميركية، وبدأ عدد الوفيات يتزايد يوماً بعد يوم، حتى إنّه تخطّى عدد الوفيات في الصين. بالرغم من الجهود العالمية لمعرفة هذا الفيروس، ودراسته للحدّ من انتشاره وإيجاد علاجٍ له أولاً ولقاحٍ آجلاً، إلا أنّه لا يزال مصدره مجهولاً.
وبدأت التحاليل والفرضيات تتهاوى حول منشأ هذا الفيروس، فمنهم من ذهب إلى «نظرية المؤامرة»، ومنهم من قال إن هذا الفيروس تطوّر بشكل طبيعي، ومنهم من صرّح بأنه من صنع المختبرات. في الفرضية الأولى، جرى تسييس هذا الموضوع لخدمة مصالح كل بلد. وبالرغم من تراشق الاتهامات، فإنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جينغ شوانغ، لم يقطع بالأمر، بل تركه إلى العلم، الذي هو وحده يقرّر منشأ الفيروس بالاعتماد على التجارب المخبرية والتحاليل العلمية والأدلة القطعية.
وبعيداً عن السياسة، تبقى الفرضيتان الأخيرتان. واستناداً إلى ما توصلت إليه الأدلّة العلمية، والقول بالتطور الطبيعي، وبفرضية انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان ففيه تفصيل، إذ إنّ المعطيات الأولية ارتأت احتمال انتقاله من الخفافيش إلى الإنسان.
أولاً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الخفافيش تمثّل حوالى خمس جميع أنواع الثدييات، وهي الوحيدة بينها التي لديها القدرة على الطيران، والذي يُعتقد بأنّه يمنحها ما يسمّى ضغط الانتقاء للتعايش مع الفيروسات، وهجرتها إلى أماكن مختلفة أسهمت في انتقال الأمراض. وقد دعم هذه الفرضية ربط الخفافيش بالعديد من الأمراض سابقاً، والتي تهدّد الإنسان، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، فيروسات «كورونا» (SARS-CoV, MERS-CoV, SADS-CoV)، والفيروسات الخيطية (Marburg virus, Ebola virus, Mengla virus). وأظهرت التحاليل أنّ الخفافيش تحتوي على أكبر نسبة فيروسات حيوانيّة المنشأ مقارنةً مع غيرها من الثدييات، كما صُنّفت بأنّها المضيف الخزّان لـ«كورونا»، وبإمكانية العثور على معظم عائلات الفيروسات عندها.
أمّا بالنسبة إلى «كورونا»، أو الفيروسات التاجيّة، وتعود تسميتها إلى وجود ما يسمّى ببروتين السنبلة (Spike protein) الموجود على سطحها، والذي يمنح هذه العائلة من الفيروسات مظهرها المميز الذي يشبه التاج («كورونا» لاتينية لـ«التاج»). تستعمل الفيروسات التاجيّة بروتينات السنبلة للدخول إلى الخلايا، والنظير لـSARS-CoV-2 يرتبط ببروتين ACE2 البشري، وكذلك SARS-CoV. ولكن مع مرور الوقت، قام كل فيروس تاجي بتصميم هذه البروتينات بشكل مختلف، وبما يناسبه، وتدلّ عليه التعديلات الحاصلة في الجينومات الخاصة بها.
ولمّا ارتبطت SARS-CoV بخفّاش حدوة الحصان (Rhinolophus spp) الذي هو مضيف خزّان، واعتماداً على التطابق بين الفيروس البشري وفيروس الخفّاش بنحو 92 في المئة، ولكن بروتين السنبلة للأخير لا يمنحه القدرة للعبور إلى داخل الخليّة البشرية، لذلك، توصل العلماء أخيراً إلى أنّ زباد النخل (Paguma larvata)، يُحتمل أن يكون مضيفاً وسيطاً بين الخفافيش والحالات البشرية الأولى.
مع اختلاف الآراء وتضاربها أحياناً ما زالت الأبحاث مستمرة لتحديد المنشأ الرئيسي لانتقال الفيروس إلى الإنسان


أمّا التسلسل الجينومي الكلي لـSARS-CoV-2، فقد أظهر أنّ التطابق هو أقرب إلى فيروس RaTG13 الموجود عند خفّاش حدوة الحصان الوسطي (Rhinolophus affinis)، من فيروس البانغولين أو آكل النمل الحرشفي سوندا (بنسبة 96 في المئة للأول، و90 في المئة للثاني فقط)، بالرغم من وجود دراسة سابقة على فيروس آكل النمل الحرشفي، أظهرت أنّ التطابق هو 99 في المئة. أما التسلسل المسؤول عن بروتين السنبلة، فهو أقرب إلى فيروس آكل النمل الحرشفي من نظيره الخفّاشي (بنسبة 99 في المئة للأول مقابل 77 في المئة للثاني). وهذا يعني أن الفيروس التاجي المعزول من آكل النمل الحرشفي، هو القادر على دخول الخلايا البشرية خلافاً للذي من الخفّاش.
أمّا المقارنات الجينومية، فتشير إلى احتمال أن يكون الفيروس البشري حصيلة لإعادة تركيب (recombination) بين فيروسين مختلفين، أحدهما من الخفّاش، والآخر من آكل النمل الحرشفي. وإعادة التركيب كانت قد حدثت سابقاً عند الفيروسات التاجية، وينتج عنها فيروس جديد قادر على إصابة أنواع مضيفة جديدة. ولكي يحدث ذلك، يجب أن يكون الفيروسان المتباعدان قد أصابا الكائن الحيّ نفسه، في وقت واحد. وعليه، هل يمكن أن تكون إعادة التركيب قد حصلت بطريقة طبيعية، أم هي من صنيع الإنسان؟ وكان الاحتمال الأخير قد ورد على موقع «ناتشرال نيوز»، في مقال يتّهم الصين بأنها مسؤولة عن إعادة تركيب أو تصنيع SARS-CoV-2.
ولكنّ فريقاً من الباحثين خلص إلى أنّ هذا الفيروس لا يمكن أن يكون صنيع مختبر، وذلك لأنّ النماذج الحاسوبية الحالية تنبّأت بأنّ بروتين السنبلة (المختلف عن نظيره عند SARS-CoV) لن يرتبط بـACE2، والواقع العلمي أظهر العكس تماماً، بل حتى إنّه يرتبط بالأخير وبقوة، على الأرجح بسبب الانتقاء الطبيعي. ولو أنّ مهندساً حيوياً أراد أن يصنع هذا الفيروس، لما توصل إلى اختيار هذه الصيغة المحدّدة لهذا البروتين. إضافة إلى أنّ تحليل البنية الجزيئية الكليّة أو العمود الفقري لهذا الفيروس التاجي، يشبه مثيله عند فيروس الخفّاش، والتسلسل المسؤول عن بروتين السنبلة أقرب إلى مثيله عند فيروس آكل النمل الحرشفي (كما ذكر قبلاً)، وإذا كان الفيروس التاجي الجديد قد تم تصنيعه في أحد المختبرات، لكان العلماء على الأرجح سيستخدمون العمود الفقري للفيروسات التاجية المعروفة، بالفعل، بأنّها تسبب أمراضاً خطيرة في البشر، وبرأيهم فإنّ هذا دليل إضافي على أنّ هذا الفيروس قد نشأ في الطبيعة.
يبقى الكثير من الاسئلة: هل انتقل الفيروس مباشرةً من الخفافيش؟ أم من البانغولين؟ أم من حيوان آخر؟ وهل حصل الانتقاء الطبيعي عند حيوان مضيف قبل انتقاله إلى حيوانات أخرى؟ أم أنّ الانتقاء الطبيعي حصل عند الإنسان بعد انتقال الفيروس إليه من حيوان ما؟ والجدير بالذكر أنّ الدراسة التي أجريت في مستشفى ووهان أفادت بأنّ 27 حالة من أصل 41 فقط ترددت إلى سوق المأكولات البحرية في ووهان، وبأنّ أول إصابة بشرية تم تحديدها لم يسجل أحد من عائلتها أي إصابة، كما أنّه لا علاقة وبائية لها بباقي المصابين. أمّا تقدير التأريخ الجزيئي، واستناداً إلى تسلسل جينوم الفيروس، فإنّه يرجّح أصل العدوى إلى ما بين 22 و24 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المنصرم، ويعضده ظهور عوارض المرض عند أول حالة في بداية كانون الأول/ ديسمبر 2019. ولو فرضنا صحة إعادة التركيب، ففي أي كائن حدثت إعادة التركيب؟ وتحت أي ظروف؟
مع اختلاف الآراء وتضاربها أحياناً، ما زالت الأبحاث مستمرة لتحديد المنشأ الرئيسي لانتقال الفيروس إلى الإنسان، وتحتاج إلى أدلّة إضافية قطعية، لأسباب عديدة، منها أنّ التجارب العلمية لها محدوديتها، وأنّ النتائج الحالية هي حصيلة تجارب سريعة تُنشر على الإنترنت حتى قبل التأكّد منها، وذلك من أجل مشاركة المعلومات بين علماء العالم لحشد الجهود للوصول إلى معرفة معمّقة للفيروس، والتي ستؤدي لاحقاً إلى إيجاد علاج له على الأقل. لذا، ما زال المنشأ رمادياً والمشهد ضبابياً.

* أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية

المراجع

1. Drosten, C.; Gunther, S.; Preiser, W.; van der Werf, S.; Brodt, H.R.; Becker, S.; Rabenau, H.; Panning, M.; Kolesnikova, L.; Fouchier, R.A.M.; et al. Identification of a novel coronavirus in patients with severe acute respiratory syndrome. N. Engl. J. Med. 2003, 348, 1967–1976.

2. Zaki, A.M.; van Boheemen, S.; Bestebroer, T.M.; Osterhaus, A.D.M.E.; Fouchier, R.A.M. Isolation of a Novel Coronavirus from a Man with Pneumonia in Saudi Arabia. N. Engl. J. Med. 2012, 367, 1814–1820.

3. Zhou, P.; Fan, H.; Lan, T.; Yang, X.L.; Shi, W.F.; Zhang, W.; Zhu, Y.; Zhang, Y.W.; Xie, Q.M.; Mani, S.; et al. Fatal swine acute diarrhoea syndrome caused by an HKU2-related coronavirus of bat origin. Nature 2018,
556, 255.
4. Wu F, Zhao S, Yu B, Chen YM, Wang W, Song ZG, Hu Y, Tao ZW, Tian JH, Pei YY, Yuan ML, Zhang YL, Dai FH, Liu Y, Wang QM, Zheng JJ, Xu L, Holmes EC, Zhang YZ. A new coronavirus associated with human respiratory disease in China. Nature. 2020 Mar;579(7798):265-269. doi: 10.1038/s41586-020-2008-3. Epub 2020 Feb 3. PubMed PMID: 32015508.
5. https://arabic.cnn.com/world/article/2020/03/13/china-official-coronavirus-us-military-brought-it-us
6. Zhou P, Yang XL, Wang XG, Hu B, Zhang L, Zhang W, Si HR, Zhu Y, Li B, Huang CL, Chen HD, Chen J, Luo Y, Guo H, Jiang RD, Liu MQ, Chen Y, Shen XR, Wang X, Zheng XS, Zhao K, Chen QJ, Deng F, Liu LL, Yan B, Zhan FX, Wang YY, Xiao GF, Shi ZL. A pneumonia outbreak associated with a new coronavirus of probable bat origin. Nature. 2020 Mar;579(7798):270-273. doi: 10.1038/s41586-020-2012-7. Epub 2020 Feb 3. PubMed PMID: 32015507
7. Wang, L.F.; Cowled, C. Bats and Viruses: A New Frontior of Emerging Infectious Diseases; JohnWiley Sons Inc.: Hoboken, NJ, USA, 2015.

8. Yang, X.L.; Tan, C.W.; Anderson, D.E.; Jiang, R.D.; Li, B.; Zhang,W.; Zhu, Y.; Lim, X.F.; Zhou, P.; Liu, X.L.; et al. Characterization of a filovirus (Mengla virus) from Rousettus bats in China. Nat. Microbiol. 2019.

9. Olival, K.J.; Hosseini, P.R.; Zambrana-Torrelio, C.; Ross, N.; Bogich, T.L.; Daszak, P. Host and viral traits predict zoonotic spillover from mammals. Nature 2017, 546, 646–650.

10.Li W, Shi Z, Yu M, Ren W, Smith C, Epstein JH, Wang H, Crameri G, Hu Z, Zhang H, Zhang J, McEachern J, Field H, Daszak P, Eaton BT, Zhang S, Wang LF. Bats are natural reservoirs of SARS-like coronaviruses. Science. 2005 Oct 28;310(5748):676-9. Epub 2005 Sep 29. PubMed PMID: 16195424.

11. Ren, W.; Qu, X.; Li, W.; Han, Z.; Yu, M.; Zhou, P.; Zhang, S.Y.; Wang, L.F.; Deng, H.; Shi, Z. Difference in receptor usage between severe acute respiratory syndrome (SARS) coronavirus and SARS-like coronavirus of bat origin. J. Virol. 2008, 82, 1899–1907.

12.Menachery VD, Yount BL Jr, Debbink K, Agnihothram S, Gralinski LE, Plante JA, Graham RL, Scobey T, Ge XY, Donaldson EF, Randell SH, Lanzavecchia A, Marasco WA, Shi ZL, Baric RS. A SARS-like cluster of circulating bat coronaviruses shows potential for human emergence. Nat Med. 2015 Dec;21(12):1508-13. doi: 10.1038/nm.3985. Epub 2015 Nov 9. Erratum in: Nat Med. 2016 Apr;22(4):446. PubMed PMID: 26552008; PubMed Central PMCID: PMC4797993.
13.Kangpeng Xiao, Junqiong Zhai, Yaoyu Feng, Niu Zhou, Xu Zhang, Jie-Jian Zou, Na Li, Yaqiong Guo, Xiaobing Li, Xuejuan Shen, Zhipeng Zhang, Fanfan Shu, Wanyi Huang, Yu Li, Ziding Zhang, Rui-Ai Chen, Ya-Jiang Wu, Shi-Ming Peng, Mian Huang, Wei-Jun Xie, Qin-Hui Cai, Fang-Hui Hou, Yahong Liu, Wu Chen, Lihua Xiao, View ORCID ProfileYongyi Shen. Isolation and Characterization of 2019-nCoV-like Coronavirus from Malayan Pangolins.

14. https://www.nature.com/articles/d41586-020-00364-2

15.Graham RL, Baric RS. Recombination, reservoirs, and the modular spike: mechanisms of coronavirus cross-species transmission. J Virol. 2010 Apr;84(7):3134-46. doi: 10.1128/JVI.01394-09. Epub 2009 Nov 11. Review. PubMed PMID: 19906932; PubMed Central PMCID: PMC2838128.
16. https://www.naturalnews.com/2020-02-03-the-coronavirus-was-engineered-by-scientists-in-a-lab.html

17. Andersen, K.G., Rambaut, A., Lipkin, W.I. et al. The proximal origin of SARS-CoV-2. Nat Med (2020). https://doi.org/10.1038/s41591-020-0820-9.

18. Huang C, Wang Y, Li X, Ren L, Zhao J, Hu Y, Zhang L, Fan G, Xu J, Gu X, Cheng Z, Yu T, Xia J, Wei Y, Wu W, Xie X, Yin W, Li H, Liu M, Xiao Y, Gao H, Guo L, Xie J, Wang G, Jiang R, Gao Z, Jin Q, Wang J, Cao B. Clinical features of patients infected with 2019 novel coronavirus in Wuhan, China. Lancet. 2020 Feb 15;395(10223):497-506. doi: 10.1016/S0140-6736(20)30183-5. Epub 2020 Jan 24. Erratum in: Lancet. 2020 Jan 30;:. PubMed PMID: 31986264.

19.Li X, Zai J, Zhao Q, Nie Q, Li Y, Foley BT, Chaillon A. Evolutionary history, potential intermediate animal host, and cross-species analyses of SARS-CoV-2. J Med Virol. 2020 Feb 27. doi: 10.1002/jmv.25731. [Epub ahead of print] PubMed PMID: 32104911

20. Paraskevis D, Kostaki EG, Magiorkinis G, Panayiotakopoulos G, Sourvinos G, Tsiodras S. Full-genome evolutionary analysis of the novel corona virus (2019-nCoV) rejects the hypothesis of emergence as a result of a recent recombination event. Infect Genet Evol. 2020 Apr;79:104212. doi: 10.1016/j.meegid.2020.104212. Epub 2020 Jan 29. PubMed PMID: 32004758.