في مقهى يحتضنه قلب الحمرا النابض، تحدّثت إلينا ابنة مدينة حلب التي كبرت في السويد بلهفة عن شوقها الكبير للقاء الجمهور اللبناني في الحفلة التي تحييها مساء غدٍ الجمعة في O Beirut (أنطلياس). تتكتّم فايا عن الأغاني التي أدرجتها ضمن ريبيرتوار السهرة المنتظرة، مكتفيةً بالتأكيد أنّ أعمالها الخاصة ستطغى عليه فيما ستحضر أخرى معروفة لفلسطين وجنوب لبنان و«لكلّ بقعة تقاوم». أما الفرقة المرافقة، فسيقودها ريان الهبر الذي سيتولّى أيضاً العزف على البيانو، إلى جانب الموسيقيين: وليد ناصر (إيقاع)، وسلمان بعلبكي (إيقاع)، وأسامة الخطيب (باص)، ويعرب سميرات (كمنجة)، ومحمد بن صالحة (ناي)، وسام دعبول (قانون).
تشتهر يونان بموافقها الوطنية الثابتة، خصوصاً في ما يتعلّق بالاحتلال الإسرائيلي. ومنذ بدء حرب الإبادة على غزّة في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، تجاهر باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثناء وقوفها على المسارح برفضها لما يجري وتبنّيها للقضية الأولى: فلسطين.
لا تأبه صاحبة أغنية «بيناتنا في بحر» للثمن الذي قد تدفعه بسبب التضييق الذي يمارسه عمالقة التكنولوجيا على المحتوى المناصر لغزّة: «هذا لا يقارن بأيّ ممّا يحدث على أرض الواقع. أنا مقتنعة بأنّ رفع الصوت إزاء ما يجري هو واجب على كلّ منّا، وهو أضعف الإيمان. أما الانفصال عن الواقع الذي نلمسه عند بعض الفنانين والمشاهير من مجالات مختلفة، فينمّ عن تخاذل لأنّنا إذا لم نساند الحقّ في مثل هذه الظروف، فمتى الوقت المناسب؟».
هنا، تستطرد فايا وتقول: «في بداية العدوان، مررت في مدة لم أقوَ فيها على الغناء أو اختبار أي شعور بالفرح وسط صدمة كبيرة. لكن اليوم وبعد مرور ثمانية أشهر تقريباً، أرى أنّ أهالي غزّة، خصوصاً أطفالها، علّمونا الصمود وثقافة الحياة. ولأنّ إسرائيل تريد كسرنا وتريد لشعور العجز أن يسيطر علينا، فلن نسمح لها بذلك. هذا دور الفن والثقافة وهما من أشكال المقاومة».
ستقدّم أعمالاً معروفة لفلسطين وجنوب لبنان و«لكلّ بقعة تقاوم»
وفي ضوء استعار حملات مقاطعة المشاهير المتعاونين مع شركات داعمة للكيان الصهيوني، تشدّد يونان على أنّه «من المعيب التعاون مع هذه الشركات، ومن المعيب ألّا نقاطع وأن نخاف على مصالحنا!». الفنانة الشابة التي لفتت الأنظار في رمضان 2024 بتجربتها التمثيلية الأولى في دور «نوران» في مسلسل «تاج» أمام النجمَيْن السوريَيْن تيم حسن وبسّام كوسا، مفتونة منذ الصغر بعالم الدراما والسينما، ومنفتحة حالياً على مشاريع مماثلة إذا كانت بمستوى العمل الذي كتبه عمر أبو سعدة وأخرجه سامر البرقاوي.
«أشعر بأنّني كبرت ونميت مع كلّ مَن عملوا في «تاج»، وأنا فخورة بأنّني كنت جزءاً من هذه الحكاية التي تتناول سوريا في أربعينيات القرن الماضي، وذكّرتنا بكل ما هو جميل في بلادنا وثقافتنا وضرورة استرداد سيادتنا». وبانتظار الفرصة التالية المناسبة أمام الكاميرا، تطمح يونان إلى بطولة عمل غنائي مسرحي أو سينمائي، في الوقت الذي تبدو فيه شهيتها مفتوحة على مزيد من الأغنيات.
* حفلة فايا يونان: غداً الجمعة ــ الساعة العاشرة مساءً ــ O Beirut (أنطلياس ــ قضاء المتن). للاستعلام: 81/454533 أو www.ihjoz.com
