«كلّما تعرّض لهجوم يتذكّر غزة». هكذا يمكن تلخيص المواقف الأخيرة للممثل والمغني المصري محمد رمضان الذي تطارده لعنة التطبيع منذ انتشار الصورة الشهيرة التي جمعته بالمغني الإسرائيلي عومير آدام في دبي في نهاية 2020.تجدّدت اللعنة في «ستاد القاهرة» قبل أسبوع عندما رفض جمهور «النادي الأهلي» المصري التجاوب مع فقرته الغنائية في مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم أمام «الترجي» التونسي، وأدار الجمهور ظهره له على طريقة «حنظلة».
لم يعلّق «نمبر وان» مباشرةً على الموقف المحرج الذي تعرّض له، لكنّه للمرّة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة شارك أخيراً ثلاثة منشورات دفعة واحدة عن القطاع، عبر إنستغرام.
بداية، شارك صورة له من احتفال نهائي دوري أبطال أفريقيا، ارتدى فيها قميصاً عليه صورة المناضل نيلسون مانديلا، وأرفقها بعبارة شهيرة للأخير: «نعلم جيّداً أنّ حريّتنا تبقى ناقصة من دون نيل الفلسطينيين حُريّتهم».
بعدها، قال في فيديو قصير إنّه يخجل من التعاطي مع الأحداث التي وصفها بـ «البشعة» عن طريق الموبايل فقط، وتساءل: «هندافع عن إخواتنا ــ الذي لم يسمهم ــ إزاي؟». ضاعف هذا الفيديو من حجم الغضب تجاه رمضان، إذ اعتبره أنصار المقاومة صحوة متأخرة تندردج في سياق الدعاية، فيما رأى فيه أنصار النظام المصري تقليلاً من دور القاهرة وتحريض للجنود على «عدم ضبط النفس».

أما ثالث منشور، فكان عبارة عن صورة له على الشاطئ، وأرفقها بتعليق: «ثقة في الله هنعمر شواطئ غزة الفلسطينية قريباً... حلم كل عربي حر».
جولة سريعة على حساب رمضان على إنستغرام، تؤكد أنّه لم يشارك منذ بداية «طوفان الأقصى»، سوى فيديوين، وثالث محذوف. تحدّث في الأوّل بانفعال مطالباً العرب بتوجيه رسائلهم إلى حكوماتهم وجيوشهم، بدلاً من محاولة مخاطبة العالم الغربي، واستنكر امتلاك الجيوش العربية أحدث الأسلحة وعدم استخدامها في مثل هذه المواقف.
وأعقب بطل مسلسل «الأسطورة» ذلك بفيديو آخر تكلّم فيه بلغة أكثر هدوءاً، وكأنه راجع حساباته: «صوتنا وصل لحكومتنا، وعندنا ثقة فيهم». في إشارة إلى تدخلات جهات معينة تخشى من تأثير خطابه الحماسي على الشباب واليافعين.
أما الفيديو الذي حذفه، فهو ذلك الذي دعم فيه الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، «أبو عبيدة»، وهاجم عبره القناة العاشرة الإسرائيلية.
وكان رمضان قد امتنع عن تجميد أنشطته الفنية منذ بداية الحرب بحجة التعاقدات المُلزمة، ولم يرفع علم فلسطين في أي مناسبة، كما لم يشارك صوراً على حساباته الافتراضية عن الجرائم التي يرتكبها العدوّ الصهيوني. وعادة ما تأتي منشوراته الداعمة الشحيحة كرد فعل على الانتقادات التي يتعرّض لها، ما يزيد الطين بلة، أي من منطلق الدفاع عن النفس.