ستشهد الدراما السورية انفراجاً كبيراً هذا العام، وفقاً لمعطيات عدّة يرتبط بعضها بإمبراطورية الإعلام السعودي المتمثّلة بمجموعة mbc. تنازلت هذه الأخيرة عن عرشها لتُلقي التحية على الشام بعد طول جفاء! ففي السنوات الماضية، موّلت مجموعة من الأعمال السوريّة المعاصِرة التي بثّتها قنوات تلفزيونية تابعة للإعلام السعودي، وعلى منصّات بثّ تدفّقي منوّعة، مثل «شاهد». كذلك الأمر بالنسبة إلى «أبو ظبي» التي لم تُقفل الخطّ يوماً في وجه المكالمات الواردة من دمشق. أمّا قطر، فلا تزال تنأى بالسياسة عن الفنّ، وتشتري دراما سوريّة بنهم، وتعرضها على قناة «بي إن دراما» المشفّرة، وقناة «الريّان»، ومنصّة «تود» الجديدة الطامحة إلى التنافس مع الكبار. وتسير على الدرب نفسه معظم المنصّات التي باتت تفرض سيطرتها على السوق بشكلٍ أو بآخر. لذلك، تلوح أخبار جيّدة في الأفق عن الموسم الرمضاني المقبل.
ورغم عدم وضوح المعطيات حول الأعمال المترقّبة حتّى الآن، إلّا أنّ الاهتمام بالاستثمار في الدراما السورية كبير جداً. وممّا لا شكّ فيه أنّ مشاريع دسمة قيد التحضير في انتظارنا، أبرزها مسلسل «الحريقة» (كتابة عثمان جحا ومؤيد النابلسي) الذي يروي قصّة من رحم المجتمع السوري، تُعنى بالتجّار المتّهمين برفع الأسعار وولائهم للسلطة في مواجهة الاحتجاجات التي استحالت حرباً مسعورة. «أيوب» (سلوم حدّاد)، هو كبير التجّار الذي يجد نفسه أمام تحدّيات خطرة، وسط انهيارات متلاحقة بسبب ظروف البلاد. فيجعله ذلك مستشرساً لا يرحم أحداً حفاظاً على سلامته ومكانته التجارية والاجتماعية، ليجد نفسه في صراع مباشر مع «عربي» (باسم ياخور)، وهو ابن أخيه وأحد أهمّ وجهاء السوق وقادته. يتناول العمل الدرامي جوانب لم يسبق التطرّق إليها سوريّاً. وفي الوقت نفسه، تدور القصّة في إطار التسلية والترفيه وتقديم جرعة مختلفة من الصراع، على الأقلّ لناحية مسرح الأحداث والطريقة التصاعدية للدراما.
من جهةٍ أخرى، تتحضّر شركة «بينتالينس» لتقديم عملَين اجتماعيّين، أوّلهما من كتابة علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي، فيما الثاني من كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو. من دون أن تتّضح معالم الحكاية فيهما بعد. كما تختار شركة «صبّاح إخوان» خوض المنافسة الدرامية الرمضانية مع فريقها المعتاد بقيادة النجم تيم حسن كبطل، وسامر البرقاوي كمخرج، لتقديم حكاية اجتماعية معاصِرة من وحي الأحداث الآنيّة.
وفي سياق متصل، سيكون المخرج والمنتج مؤمن الملّا حاضراً في عملٍ يتّسم بفكرة جديدة وفقاً لمنطقٍ اختار الابتعاد فيه عن الدراما الشامية التي اعتاد طرحها.