يعدّ الموسم الدرامي الرمضاني الحالي من الأكثر تراجعاً مقارنةً بالسنوات الأخيرة. فقد استحالت الإنتاجات لقطات «ترند» على السوشال ميديا فقط، في ظلّ غياب أي مشروع متكامل العناصر يكون بمنزلة مسلسل الموسم.الأسبوع الماضي، دخل مسلسل «2024» بحلقاته الـ 15 على خط المنافسة الدرامية. كان يمكن لصنّاع «2020» (كتابة بلال شحادات ونادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج «صباح إخون») الاكتفاء بالمسلسل الذي عُرض قبل ثلاثة أعوام، من دون تقديم موسم ثانٍ بعنوان «2024» من بطولة نادين نجيم ومحمد الأحمد وكارمن لبس وغيرهم. لكن القائمين على المشروع قرّروا تمديد الحلقات، وعودة «النقيب سما» (نادين نجيم) إلى الساحة مجدداً، ولكن هذه المرّة ليس للانتقام لمقتل شقيقها على يد رئيس العصابة، بل لتكون كبش فداء. إذ يقرّر «لؤي» (محمد الأحمد) تحميل «سما» مسؤولية مقتل والده تاجر المخدرات «ناظم»، ويستغلّها للانتقام من «الغول» (رفيق علي أحمد)، وهو تاجر مخدرات يعيش في تركيا ووشى بأبيه وتسبّب في اعتقاله على يد «شعبة المعلومات».
في هذا السياق، قد تكون حجج الكاتب بلال شحادات بعودة سما إلى الواجهة مجدداً مقنعة بالأدلة والبراهين، بينما عمل المخرج فيليب أسمر على ترجمتها على أرض الواقع. لكن اعتباراً من الحلقة الخامسة، بدأ المشروع يغرق في الكليشيهات، فيما تخلّلته مشاهد أكشن لا تحترم عقل المشاهد. على غرار ذلك الذي تقتل فيه سما أحد رجال العصابة على طريقة «المرأة الخارقة». كذلك، شهد المسلسل تكرار مشاهد جُمعت من أعمال سابقة وقدّمت تحت مظلة «2024»، من دون أن تحمل أيّ جديد، وسط غياب عنصر المفاجأة أو الصدمة.
لكن يُحسب للمسلسل أنّه خلق ثنائية لافتة في الدراما، جمعت بين نجيم والأحمد. فقد بدا الانسجام واضحاً بينهما في أولى تجاربهما التمثيلية معاً، فضلاً عن التفاعل الواضح، تحديداً خلال تقمّصهما شخصية الثنائي المتزوّج لمواجهة «الغول». وتتخلّل مواقفهما مشاهد ساخرة قدّماها بأسلوب سلس وعفويّ، ما قد يمهّد لأعمال أخرى معاً.
في المقابل، تزيد مواصلة الممثلة كارمن لبس أداء شخصية «رسمية» من قيمة العمل الذي يركّز على كشف خفايا ماضي هذه الشخصية المجبولة بالحنان والقسوة في الوقت نفسه. لتنفجر امرأة مليئة بالحبّ، قدّمتها الممثلة اللبنانية بالكثير من التأنّي، لدرجة تدفع المشاهد إلى التعاطف مع تاجرة المخدرات صاحبة الماضي الحزين.

*«2024»: على «mbc دراما» (س: 21:00)، و«شاهد»
على mtv 21:30