لم يثنِ الطقس المثلج الجمهور عن الإقبال بكثافة على ميناء مونتريال القديم للرقص على أنغام موسيقى الإلكترو ضمن مهرجان «إيغلوفست» بعد توقفه عامين. ولم يبدُ هؤلاء آبهين لدرجات الحرارة دون الصفر، إذ حضروا بأعداد كبيرة متدثرين بكل أنواع الملابس المدَفِئة، للاحتفال بعودة هذا الحدث الذي غيّبته جائحة كوفيد-19 في السنتين الأخيرتين.
وقال الفرنسي لوران مورينا (34 عاماً) الذي يعيش في كيبيك :«الجو رائع، تشعر كأنك في ملهى ليلي. على المرء أن يفعل ذلك مرة واحدة على الأقل في حياته. في البداية تشعر بالبرد قليلاً، ولكنك تنساه عندما ترقص».
أما زويه شاربونو (29 عاماً) التي تحضر المهرجان للمرة الثالثة عشرة، فعلّقت بالقول: ««إيغلوفست» هو مونتريال، ومونتريال هي حبي الكبير... هو أهم ما يميز مدينتي وأنا فخورة به».
بلغ عدد التذاكر المباعة لهذه النسخة الخامسة عشرة رقما قياسياً هو 85 ألفاً، ويقام المهرجان في نهاية كل أسبوع مدى شهر.
ورأى المؤسس المشارك للمهرجان نيكولا كورنواييه في ذلك مؤشراً إلى أن الناس بحاجة إلى الخروج، معتبراً أنّ «وجودهم معاً بمثابة علاج».
وقال هذا المعجب بالموسيقى الإلكترونية البالغ 50 عاماً: «عندما بدأنا «إيغلوفست»، كان الهدف هو دفع الناس إلى الخروج والاستمتاع والكف عن التذمر من الشتاء». وتابع: «عندما بدأنا نسمع أن الناس باتوا يترقبون الشتاء لأنه موعد إقامة «إيغلوفست»، شعرنا بأننا نجحنا في إنجاز مهمتنا»، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
تشتهر مونتريال بتعدد المهرجانات الصيفية التي تنعش الشوارع والمتنزهات في المدينة الكبرى حيث السكان الناطقون بالفرنسية.
وفي كانون الأوّل (ديسمبر) 2021 ، بيعت 60 ألف تذكرة لـ «إيغلوفست»، لكنّ المهرجان لم يُقم في نهاية المطاف بسبب تطبيق تدابير الحجر الصحي مجدداً في مقاطعة كيبيك لأسابيع عدة لاحتواء تفشي متحورة أوميكرون.
وعلى بعد خطوات قليلة من المسرح، أشعلت نيران كبيرة لتدفئة الراقصين وأيضاً لتحميص أعشاب من الفصيلة الخبازية.
وكان هذا الجو الدافئ حافزاً لأرميل ميلين ــ إيفينك على الحضور، وهي تبتسم لكونها «الأكبر سناً في المهرجان».
وقالت: «أعتقد أنه أمر رائع. أنا أرافق ابنتي ونحن نستمتع كثيراً».