من غير المُستبعد أن يكون المسلسل الوثائقي الذي توفّره منصة البث التدفقي الأميركية «نتفليكس» اعتباراً من غدٍ الخميس عن الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، بمثابة إعلان حرب، إذ تترقب العائلة المالكة البريطانية بقلق هذا العمل، وخصوصاً أنّ المقتطفات الأولى التي عُرضت منه لم تتأخر في إثارة التوتر مجدداً بين دوق ودوقة ساسكس وبقية أفراد العائلة المالكة. وقال هاري في مقطع ترويجي نشرته «نتفليكس» أوّل من أمس الإثنين: «لا أحد يعرف القصة كاملة. نحن نعرف القصة كاملة».
وأعلنت «نتفليكس» بذلك طرح الحلقات الثلاث الأوَل من المسلسل الذي يحمل عنوان «هاري وميغان» في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) الحالي، على أن تطرح الحلقات الثلاث المتبقية في 15 من الشهر نفسه.
ومع انتقادات للصحافة، واتهامات بالعنصرية، وتنديد بالمعاناة التي عاشها الثنائي بسبب البروتوكولات الصارمة في العائلة المالكة، يعيد المسلسل الجديد ذو الميزانية الكبيرة، بعد ثلاثة أشهر تماماً على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، نكء جراح خلافات دوق ودوقة ساسكس مع بقية أفراد العائلة المالكة التي انسحبا منها عام 2020، لا سيما بسبب مضايقات الصحف البريطانية.
مع ذلك، فإنّ زواج الابن الأصغر للملك تشارلز الثالث من الممثلة الأميركية الخلاسية عام 2018 كان مؤشراً لتجديد الزخم في العائلة المالكة الآخذة في الشيخوخة. إلا أنّ «كل شيء تغيّر بعد ذلك»، بحسب ما ورد في المقطع الترويجي.
ويؤكد هاري «التسلسل الهرمي في الأسرة»، فيما تندد المحامية المقربة من الزوجين جيني أفيا «الحرب ضد ميغن لتلبية أجندات الآخرين». ويؤكد أحد أصدقاء الزوجين أنّ «الأمر يتعلق بالكراهية والانتماء العرقي».
ويندد هاري البالغ 38 عاماً بـ «التسريبات» والروايات المتداولة في الصحافة، ويأسف لـ «ألم ومعاناة النساء اللاتي يتزوجن داخل المؤسسة»، فيما تُعرض في الخلفية صور والدته ديانا التي قضت في حادث سيارة عام 1997 أثناء مطاردتها من صيادي صور مشاهير. ويضيف: «شعرت بالرعب، ولم أرغب في أن يعيد التاريخ نفسه».
في اتصال مع وكالة «فرانس برس»، رفضت دوائر قصر باكينغهام الإدلاء بأي تعليق، لكن مصادر في القصر قالت بحسب صحيفة «ديلي ميل» في نهاية الأسبوع إنّ الملك تشارلز وزوجته كاميلا «سئما قليلاً» من هذه الهجمات المستمرة.
وقال مصدر في «نتفليكس» لصحيفة «ذا ميرور» إنّ المعلومات التي سيكشفها الوثائقي قد تكون «أسوأ مما يتوقعه أفراد العائلة المالكة»، واصفاً إياها بأنّها «ستكون متفجرة».
وكان هاري وميغان المقيمان حالياً في كاليفورنيا، قد أجريا مقابلة صادمة على التلفزيون الأميركي العام الماضي، اتهما فيها فرداً لم يسمياه من العائلة المالكة بالعنصرية بعدما سألهما عن لون بشرة ابنهما آرتشي قبل الولادة. غير أن الأمير وليام الذي أصبح وريثاً لولي العهد رد هذه التهمة قائلاً إن العائلة المالكة «ليست عنصرية على الإطلاق».
ومنذ ذلك الحين، وقعت القطيعة بين الأخوين وزوجتيهما. وقد بذل الثنائيان اللذان كانا يُلقبان بـ «الأربعة الرائعين»، جهداً لرأب الصدع في ما بينهم بعد وفاة إليزابيث الثانية، إذ اجتمعوا في ويندسور، لكن من دون أن يتحدث بعضهم مع بعض.
غير أنّ الأمل الضئيل في المصالحة تبدد بعد عرض المقطع الدعائي الأول للمسلسل الأسبوع الماضي، تزامناً مع زيارة وليام وكايت إلى الولايات المتحدة، وهي رحلة تأثرت أيضاً بالجدل العنصري في باكينغهام.
في هذا المقطع الترويجي المنجز بعناية، تتوالى صور بالأبيض والأسود لهاري وميغن على وقع موسيقى درامية. وتُظهر إحدى اللقطات وليام وكايت بوجهين غاضبين، مباشرة بعد صورة لميغان وهي تبكي.
واختارت صحف بريطانية عناوين لافتة إثر عرض الإعلان عن الوثائقي المنتظر، بينها «إعلان حرب» أو «هاري، لماذا تكره عائلتك كثيراً؟». وترى الصحف في وليام وكيت زوجين مثاليين لناحية التزامهما التام بواجباتهما في العائلة المالكة، فيما غالباً ما تتم مقارنة هاري وميغان مع عائلة كارداشيان التي بنى أفرادها شهرتهم على عرض خصوصياتهم أمام الجمهور.
في سياق متصل، نددت صحيفة «ذا صن» بـ «الهوس الشديد بالاستعطاف» لدى هاري وميغان، وبـ «ازدرائهما الواضح» للعائلة المالكة.
ويحظى هاري وميغن بالشعبية الأدنى في بريطانيا بين مختلف أفراد العائلة المالكة بعد الأمير أندرو، بينما حصل وليام وكايت على 81 في المئة و75 في المئة من الآراء الإيجابية على التوالي، وفقاً لاستطلاع أجرته «يوغوف» أخيراً.
ومنذ الانسحاب من العائلة المالكة، وقّع هاري وميغان صفقات مربحة تُقدّر بأكثر من 100 مليون دولار، مع «نتفليكس» و«سبوتيفاي». ومن المقرر أن يُصدر هاري مذكراته بعنوان «البديل» في كانون الثاني (يناير) 2023.