في ثمانينيات القرن الماضي، عندما أطلق رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات، ولاحقاً شبكة قنوات «روتانا»، إستحوذ على أكبر مكتبة أفلام عربية ضمّت مئات الافلام والأعمال الغنائية القديمة. خطوة بن طلال كانت مدروسة لوضع يده على الأملاك الفنية التي قدّمت في العصر الذهبي، والتحكّم بها وعرضها على شاشات قنواته.لكن مع أفول نجم بن طلال إثر إغلاق مكاتب «روتانا» في غالبية الدول العربية، ولاحقاً سجنه ضمن معتقلي فندق الـ «رايتز» عام 2017، عزّزت صورة رئيس مجلس «إدارة الهيئة العامة للترفيه» السعودية تركي آل الشيخ.
في البداية، راح المستشار السعودي يستحوذ على أهم المسرحيات المصرية أبرزها «مدرسة المشاغبين» التي بثّت بالالوان للمرة الأولى في تاريخها على تطبيق «شاهد». بعد ذلك، بدأ ا يتوسع عبر توقيع عقود مع فنانين خليجيين وعرب لتقديم أعمال حصرية على التطبيق المنضوي تحت شبكة mbc.
في هذا السياق، يبدو أن شهية «أبو ناصر» قد فتحت على شراء أرشيف الفنانين. فقد أعلن آل الشيخ بالتعاون مع شركة «روتانا»، عن اتفاقية مع شركة مجموعة «صوت الجزيرة» لشراء المصنّفات والمحتوى الغنائي للفنان اليمني محمد عبده. وحول قيمة الصفقة، قال «قد يكون هذا أغلى أرشيف تم بيعه في العالم». وأضاف آل الشيخ: «هذه شجاعة من محمد عبده بأن يسلّم جزءاً غالياً من أعماله تعب في إعدادها مدة 60 عاماً. الأمر يشبه أن يسلّم أحد أبنائه».
وقال آل الشيخ إن «أهمية هذه الصفقة تكمن في تاريخ محمد عبده الطويل، فإنتقلت إدارة هذا المحتوى الفني الثري لشركة كبرى في هذا القطاع، إضافة إلى أن هذه الصفقة تمنع تكرار الصعوبات التي نواجهها عادة مع الفنانين بعد اعتزالهم، والاختلاف مع عوائلهم في إدارة مصنفاتهم والحفاظ عليها».