يمثُل نجم هوليوود كيفن سبايسي، اليوم الخميس أمام محكمة في نيويورك بدعوى مدنية رفعها ضده الممثل الأميركي أنطوني راب متهماً إياه بالاعتداء عليه جنسياً عام 1986 عندما كان في الرابعة عشر. وتوقفت مسيرة كيفن سبايسي فولر (63 سنة)، وهو ممثل في المجالات المسرحية والسينمائية والتلفزيونية وحائز جائزتي أوسكار، منذ أن برز اسمه ضمن المشاهير الأوائل الذين تناولتهم حركة «مي تو» العالمية التي انطلقت من الولايات المتحدة.
وفي أيلول (سبتمبر) 2020، رفع الممثل الأميركي أنطوني راب الذي يؤدي أحد الأدوار في مسلسل «ستار تريك: ديسكوفري» ويبلغ الحادية والخمسين الشهر الحالي، دعوى قضائية ضد سبايسي متهماً إياه بالتحرش والاعتداء عليه جنسياً خلال حفلة في مانهاتن عام 1986. وفيما كان أنطوني راب آنذاك مراهقاً يبلغ 14 عاماً، كان سبايسي في الثامنة والعشرين.
ونفى سبايسي الذي حقق شهرته العالمية بدءاً من ثمانينيات القرن العشرين بفضل الأدوار التي أدّاها في «أميركان بيوتي» و«يوجويل ساسبكتس» ومسلسل «هاوس أوف كاردز»، باستمرار الاتهامات الموجهة إليه بالاعتداءات الجنسية.
وفي نهاية تشرين الأوّل (أكتوبر) 2017، عندما أسقطت حركة «مي تو» التي أطلقتها نساء عاملات في المجال السينمائي المنتج هارفي واينستين، كشف أنطوني راب في مقابلة نشرها موقع «بازفيد» أنّ سبايسي تحرّش به جنسياً متطرّقاً إلى تفاصيل ما حصل.
وبادر سبايسي في اليوم التالي إلى الاعتذار من راب عبر تويتر مشيراً إلى أنّ تصرفه كان «سلوك رجل مخمور وغير لائق بتاتاً».
وأُسقطت دعوى أنطوني راب المرفوعة عام 2020 أمام المحكمة الجنائية الفيدرالية بينما تُستكمل مدنياً.
وتنطلق محاكمة سبايسي اليوم بحضور هيئة محلفين من الشعب في محكمة مانهاتن المدنية الفيدرالية برئاسة القاضي لويس كابلان (77 سنة).
في هذا السياق، قالت محامية النجم الأميركي، جنيفر كيلر، في رسالة إلكترونية لوكالة «فرانس برس» إنّ «سبايسي سيمثل الخميس (اليوم) أمام المحكمة وطوال فترة المحاكمة، مضيفةً «نتطلع ليتمكّن من الدفع ببراءته أمام هيئة محلفين محايدة».
وقد يُحكَم على سبايسي أمام هذه المحكمة المدنية بدفع تعويضات عطل وضرر كبيرة.
وكان القاضي لويس كابلان أسقط التهمة الأولى التي وجهها راب لسبايسي بالاعتداء الجنسي، مشيراً إلى أنّ الدعوى رُفعت متأخرة وأنّ التهمة لا يشملها قانون ولاية نيويورك الخاص بحماية الأطفال العائد إلى عام 2019.
إلا أنّ القاضي أقرّ في قراره بأنّ «سبايسي، وبحسب ما قال أنطوني راب، داعب لثوانٍ ــ خلال الحفلة في نيويورك عام 1986ــ أرداف المراهق ثم وضعه على السرير قبل أن يستلقي بجانبه ثم فوقه مرتدياً كامل ملابسه».
ثم انسحب راب سريعاً وغادر الحفلة آنذاك، بحسب القضاء.
وخلال رفعه الدعوى بعد 35 عاماً على الواقعة، أكد راب عدم حصول أي «تقبيل أو تعرٍّ، ولا حتى مداعبة من تحت الثياب، ولا تصريحات أو تلميحات جنسية» خلال «التحرّش» الذي لم يستمر لأكثر من دقيقتين.
وسبق أن واجه سبايسي دعوات قضائية أخرى في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ففي آب (أغسطس) الماضي، ألزم قاض في كاليفورنيا سبايسي دفعَ نحو 31 مليون دولار لمنتجي مسلسل «هاوس أوف كاردز» الذي استُبعد منه بعد اتهامات طالته بارتكاب اعتداءات جنسية، وهو ما ينفي اقترافه باستمرار.
وفي لندن، يحاكم سبايسي بتهمة ارتكاب اعتداءات جنسية في حق ثلاثة رجال بين آذار (مارس) 2005 ونيسان (أبريل) 2013 عندما كان مديراً فنياً لأحد المسارح. ودفع النجم ببراءته من هذه الاتهامات في تموز (يوليو) الفائت.
كذلك، وُجهت إلى سبايسي تهمة خدش الحياء والاعتداء الجنسي في ولاية ماساتشوستس على الساحل الشرقي الأميركي. وقد اتُّهم في تموز (يوليو) 2016 بالتحرش جنسياً بشاب يبلغ 18 عاماً يعمل في حانة، بعد أن جعله يشرب الكحول.