جرت العادة أن تثير المغنية السورية الشهيرة أصالة نصري إشكالات متلاحقة، في تصريحاتها، وإطلالتها الإعلامية، أو خلافاتها مع بعض زملائها، إضافة إلى علاقاتها الشخصية مع عائلتها وزيجاتها المتكررة. لكن هذه المرّة يبدو أنها تفوّقت على نفسها، فكانت الأزمة ربما للمرّة الأولى في صلب منجزها الفني. إذ طرحت قبل حوالي أسبوع تقريباً ألبومها الجديد، وحتى اليوم لم تهدأ موجة الانتقادات حول أغنيتها «كفوكيم» وهي من أشهر أغنيات التراث الكردي التي تعيد أصالة تقديمها بشكل مختلف بعد دمجها بأغنية عربية «هي خلونا الليلة نغني» (في نسختها الأصلية من كلمات عزت الحديدي ـــــ ألحان وغناء إبراهيم كيفو) إلى جانب «كفوكيم» وتعني الحمامة.ورغم أنها المرة الأولى التي تغني فيها نصري باللغة الكردية، إلا أنّ المشكلة كانت أنّ الملحن الكردي السوري آري جان قد نسبها لنفسه، مدّعياً بأن العمل من إعداده: كلمات وألحان. راحت السوشال ميديا في جزء منها تمتدح عاطفياً إقدام المغنية السورية على تقدير اللغة الكردية وغنائها بها للمرة الأولى، معتبرة بأنّ التراث ملك الجميع ويحق لمن يريد أداءه، وفي غالبيتها تنتقد ما اعتبرته تشويهاً للتراث الكردي، وتعدّياً صريحاً على حقوق موسيقيين ومغنّين وملحنّين آخرين ونسب جهدهم لشخص آخر.
في حديثه معنا، يقول الباحث في الموسيقى والتراث السوري إدريس مراد: «أغنية «كفوكيم» هي الأشهر في تاريخ التراث الكردي، غنّاها كثيرون ربما يكون الأقرب لنا كانت قبل ثمانين عاماً بصوت حسن جزيري ومحمد عارف جزراوي». ويضيف: «ما حصل في نسخة أصالة بأنه تم دمجها مع أغنية عربية للمغني إبراهيم كيفو الذي عبّر عن استيائه وغضبه علناً عبر منشور طويل على صفحته الشخصية على الفايسبوك، عدا أنه تم التعديل على جوهر الأغنية بضربات طفيفة في اللحن، وتغيير في بعض الكلمات، فأدى ذلك التدخل إلى تشوّه واضح في الأغنية، لأنّ الكلام في مواضع معينة لم يعد منسجماً مع اللحن، وصار هناك كسر في الوزن. من وجهة نظري النقدية أعتقد بأن التراث يجب ألا يتم اللعب فيه، وإذا أراد الملحن أن يطوّر في هذا التراث أو يقدّمه بأسلوب معاصر، يمكن له أن يغيّر في التوزيع الموسيقي ويغيّر في كتلة الآلات الموسيقية المستخدمة لا أكثر». ويضيف مراد حول تجربة أراي جان الموسيقية بالقول إنه: «شاب طموح ونشيط وسبق أن قدّم أشياء ملفتة في الدراما السورية على صعيد الموسيقى التصويرية، لكّنه طرح أكثر من تجربة لها علاقة بالتراث الكردي بأسلوب يعتقد أنّه عصري، بينما النتيجة تأتي مشوّهة بسبب ما يطرأ عليها من تعديلات».
https://youtu.be/ZnHa_sbSGRU