بعض الشخصيّات لا تقلّد! تاريخياً غّنت عشرات الأسماء لأم كلثوم ونجحت فقط لأنها أدّت بطريقتها، وأسلوبها وخامة صوتها، عدا عن أنّه رغم خصوصية «الست»، إلا أنه يمكن تقليدها خاصة بأسلوب ذاتي يختلف من مغن لآخر. لكن صوت مثل فيروز بحدّته وحنّيته وعتبته العالية، وطبقته المختلفة، ومنطقه المتفرّد، لا يصعب تقليده فقط، بل تصبح مهمة الغناء لها أشبه بانتحار فني! فما بالك إذا جرّب جيش النشاز الجرّار الغناء لسفيرتنا في النجوم؟! تخيلّ اليسا تغني فيروز، أو هيفا، ثم مايا دياب، وعندما يصل الأمر لنانسي عجرم فإنها تنسى الكلام، وسيكون ختامها «مسكاً» مع صراخ عبد بالله بالخير! إحدى صفحات السوشال ميديا، قررت صناعة فيديو بمثابة إطلاق حملة عنوانها واضح وصريح وفّج! لكنه منطقي ومحق وهو top 5 «حلّوا عن فيروز» يستعرض فيه أبهى الانحدارات في الغناء لفيروز. البداية مع مقطع من «حنّا السكران» بصوت صاحبة الأغنية الأصلية، ثم ينتقل إلى ملكة النشاز اليسا وهي تغني المقطع ذاته، ويعلّق الفيديو عليها بالقول «عندما تفتح سوبرماركت بالإحساس»، ويختمها بظهور للسيدة فيروز وهي تبتسم ثم تتحوّل إلى ضحك يكسوه الخجل. هذا ما سينهي فيه الفيديو كلّ محاولة بائسة في الغناء لفيروز. هكذا، سنسمع مقطعاً من «بكتب اسمك يا حبيبي» ثم تغنّيه ناسي عجرم في أحد لقاءاتها. ولو جرّبنا عدم التعليق على الأداء، لا يمكن تجاهل عدم حفظها كلمات الأغنية. ومع ذلك، تجرأت على غنائها لذا سيكون التعليق مناسباً «عندما لا تدرس ولا تحفظ» قبل ضحكة فيروز ذاتها. يليها مقطع من أغنية «في قهوة ع المفرق» تظهر مايا دياب لتؤديه بدون موسيقى، فتنجز براعة عالية في النشاز، وتحقق تمثيلاً مهولاً في جثة الأغنية عندما صارت بين يديها. بعد ذلك، مقطع من «نسّم علينا الهوا» تتولى مهمة تخريبه هيفا وهبي هذه المرة. أخيراً مع الأحجية الفنية عبد الله بالخير وهو يطرح أرضاً مقطعاً شهيراً من أغنية «يا دارة دوري فينا» بمنطق صراع أولاد الجيران الذي سيتعرضون لتوّهم لتقريع أحد عقلاء الحي، لكّن مشكلته في صوته المزعج! الفيديو تناسب مع ظهور فيروز بصورة نشرتها ابنتها ريما الرحباني في الكنيسة وهي برفقة ابنيها زياد وهلي الرحباني في قدّاس في ذكرى رحيل عاصي الرحباني.

top 5 «حلّوا عن فيروز»