بيعت لوحة «إمبراطورية الضوء» للفنان السريالي البلجيكي رينيه ماغريت (1898 ــ 1967)، وهي تحفة فنية من القرن العشرين، بـ 79,47 مليون دولار، أمس الأربعاء في لندن، مسجّلةً رقماً قياسياً على صعيد أعمال ماغريت المباعة في المزادات، وفق ما أعلنت دار «سوذبيز» المنظّمة للمزاد.

وقدّرت «سوذبيز» أن تُباع «إمبراطورية الضوء» بأكثر من 60 مليون دولار. وتمثّل هذه اللوحة واحدة من أشهر أعمال ماغريت إلى جانب لوحتي «غدر الصور» و«ابن الإنسان» التي تظهر رجلًا واقفاً أمام البحر مع تفاحة خضراء أمام وجهه.
رسم ماغريت «إمبراطورية الضوء» عام 1961 لصديقته وملهمته آن-ماري غيليون كرويه، وهي ابنة جامع الأعمال البلجيكي بيار كرويه. وبقيت اللوحة منذ تلك السنة موجودة لدى العائلة. تُظهر اللوحة منزلاً مضاءً بمصباح أثناء الليل في حين أنّ السماء الزرقاء الملبدة بالغيوم تشير إلى أنّ التوقيت هو النهار.
في هذا السياق، لفتت «سوذبيز» إلى أنّ «الجمع الغريب لشارع مظلم أثناء الليل تحت سماء زرقاء يمثّل نموذجاً لمخيّلة ماغريت السريالية المحيّرة، إذ يجتمع أمران لا يتوافقان لإنشاء +واقع مزيّف+».
وعُرضت اللوحة التي يبلغ مقاسها 114,5 بـ 146 سنتمتراً في روما وباريس وفيينا وميلانو وسيول وإدنبرة وسان فرانسيسكو، وبقيت في متحف ماغريت في بروكسل من 2009 حتى 2020.
واعتبرت «سوذبيز» أنّ هذا العمل يمثّل «من دون شك اللوحة الأكثر سينمائية من بين أعمال ماغريت كلّها»، مشيرةً إلى أنّها كانت مصدر إلهام لأحد مشاهد فيلم الرعب «ذا إكزورسيست» الذي طُرح عام 1973، موضحةً في الوقت نفسه أنّ اللوحة هي جزء من مجموعة تضم 17 لوحة زيتية «مثّلت محاولة ماغريت الفعلية الوحيدة لإنشاء +سلسلة+ تضمّ أعماله».
علماً بأنّ هذه السلسلة عرفت شهرة سريعة لدى الجمهور وهواة الجمع، من خلال أوّل لوحة اشتراها نيلسون روكفيلر، ولوحات تحوزها حالياً بيغي غوغنهايم في البندقية، أو موجودة في متحف الفن الحديث في نيويورك، أو ضمن مجموعة مينيل في هيوستن في تكساس، أو في المتاحف الملكية البلجيكية للفنون الجميلة في بروكسل.