رغم الهزّات المتلاحقة، لا يزال تطبيق «واتس أب» يسيطر كأحد أبرز برامج التواصل، ويعتبر أساسياً في التعاطي اليومي في سوريا ولبنان على الأقل. أخيراً طرح البرنامج الشهير تعديلاً جديداً لاختصار الوقت على مستخدميه، يتضمّن تسريع الرسالة الصوتية بقدر مرة ونصف أو مرتين على السرعة الطبيعية بحسب خيار المستخدم. أمر فتح باب الكوميديا لدى تبادل الرسائل بين الأصدقاء! اللافت أن تسجيل الصوت باللكنة الشامية، التي صنعت مجدها في العالم العربي، بالاتكاء على الدراما السورية وتسريعه، سيعيدان إلى الذهن واحدةً من أشهر لوحات «بقعة ضوء» وهي «الشاطر حسن» (كتابة باسم ياخور وموفق مسعود وإخراج فراس دهني وبطولة: أيمن رضا، عبد المنعم عمايري، محمد خاوندي، ورنا الأبيض، وآخرون). يومها لعب رضا نمطاً فريداً لتاجر أقمشة اسمه حسن الشاطر، وهو شخص حرّيف يمكنه تخليص أي بيعة بأقل من الأثمان المطروحة، ولو اضطّر الاحتكام إلى أساليب ملتوية كحلّ نهائي، من دون أخذ أي مقابل لخدماته التي يقدّمها إلى أصدقائه، رغبة منه بتكريس مهاراته في «البازار»... إلى درجة أنّه يفصل نقد الزواج لصانعه (العمايري) ويخّلص له الزيجة بأقل التكاليف الممكنة! لعبها حينها الكوميديان البارع الذي يستقبل العزاء حالياً بوالدته الراحلة أوّل من أمس، بإجادة أدائية محكمة، واقتراح شكلي ملفت، واختيار موفّق لطريقة كلام سريعة تشبه إلى حد كبير صوت أي متحدث بلكنة دمشقية، عندما تسرّعه على «الواتس أب» وفق التحديث الجديد! هذه المادة والكثير من اللوحات الشبيهة والمسلسلات المهمة كانت تغيّر مفهوم الاستهلاكية في التلفزيون، وتلغي قاعدة أنه فن لا يحمل ذاكرة ولا يؤثر في الوجدان الجمعي للجمهور!