أويس مخللاتي... الصادق «صخر» ولكن؟!

  • 0
  • ض
  • ض
أويس مخللاتي... الصادق «صخر» ولكن؟!
صرّح في الحلقة أمنيته امتهان الطيران كي يقصف «اسرائيل»

يحتكم الظهور الإعلامي لغالبية الممثلين السوريين إلى جملة قواعد ثابتة تتشابه في معظم الأحيان. «البريستيج» أوّلها، وقد يقع البعض في سلسلة من المجاملات والرياء الاجتماعي، أو اللف والدوران، خاصة عندما يكون للتصريح ثمن باهظ، مثل خسارة صاحبه فرصة عمل مهمة! تاريخياً مثلاً، كان نجوم الدراما السورية يغزون الفضاء العربي، بينما كانت تقف لقاءاتهم التلفزيونية عند حدود القاعدة الذهبية التي تقول «الفن رسالة سامية» فيما كانت قضية تعنيف الخادمات بوحشية، تقض مضجع اثنين من نجومنا آنذاك، بعد ثبوت تورطهما في هذا الأمر المخجل... وقس على ذلك! أمس قلب الممثل السوري الشاب أويس مخلّلاتي الطاولة، عند لقائه مع الإعلامي اللبناني هشام حدّاد في برنامج «راحت علينا» (تلفزيون «لنا») لأنه جسّد حالة صدق صارخة في كلّ تفاصيل هذا الظهور، من الدخول، والسلام، وطريقة الجلوس، والتصريحات الجريئة. والواضح بأن المادة التلفزيونية تعرّضت لقصّ ومونتاج هائل، خاصة أن «صخر» (نسبة لدوره الشهير في مسلسل «الهيبة») يحكي بطريقة بطيئة، ويأخذ وقتاً أطول من المعتاد للتعبير. أهم ما قاله في الحلقة: أنه كان يتمنى فعلاً أن يمتهن الطيران الحربي ليقصف إسرائيل، وأنه غادر بيت أهله في سن 14 ولا يتواصل معهم الآن. عرّج على خلافه مع مواطنه معتصم النهار وعاتبه من دون أن يكشف سبب هذا الإشكال. ومن ثم فجّر قنبلة عندما توّجه لنقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بالقول: «روح انضب لا تمتّ للفن بصلة، ولا تمثلني لأنك قلت كل الممثلين السوريين خارج البلد هم خارجون عن القانون». كذلك صرح بأنه لا يعرف كيف يجد السعادة، وأنه بسبب الحب كان على وشك الانتحار، وبأنه راح اليوم باتجاه الزراعة خوفاً من الجوع! خلع قميصه على الهواء ليري مضيفه الوشوم! وأيضاً قال بأنه ظلم في دراما بلاده المحلّية، وآخر همّه بعد اليوم أن يتلقى فرصاً فيها، طالما أنه عرض عليه فيلم في كاليفورنيا، ووثائقي من إنتاج نيتفليكس.. وماذا بعد؟! لا شيء سوى هجمة عنيفة على الفايسبوك السوري اتهمتّه بأنه «سكران» وبأنه يسيء لمن هم أكبر وأكثر خبرة منه، وبأنه لا يحترم المشاهد بطريقة جلسته. وقد قلل الظهور من قيمته، وبالكاد وجد مؤيدين كفرح عربي كاتبي التي ناصرت صدقه العميق بتعليق طويل. الحقيقة بأن الشاب كركتر خاص لم تعرف الدراما السورية شبيهاً له. منذ عمر مبكر، كان يحيي ليل أصدقائه في «حديقة القشلة» في «باب توما» على وقع غنائه وعزفه! صدقه ليلة أمس ترك رنّة مؤثرة. الممتعضون كثر لأنهم اعتادوا احتلال الشاشات من مانيكانات الشمع، ورّواد الكذب والتلفيق، وأساتذة تنميق الجمل، وأصحاب الابتسامة المصطنعة أمام الكاميرا. إذاً، المشكلة ليس في استثنائية الصدق المطلقة عند مخللاتي! ربما السقطة الوحيدة أنه قال إنه لا يشتغل دور «العكيد» في «باب الحارة» وكأنه يعمل منذ سنوات في شيء ذي جوهر حكائي جذّاب، وقيمة فنية ملفتة، رغم أن «الهيبة» ليس سوى نسخة محدّثة عن «باب الحارة» و«صخر» هو المحاكي العصري للعكيد «معتز» الفرق فقط في السلاح. الثاني خيزرانة وخنجر، والأوّل شتى أنواع البواريد والمسدّسات؟!

0 تعليق

التعليقات