إختارت شركة «رؤى للإنتاج» العودة إلى الساحة من خلال مسرحية «كلنا تقلا» (المنتجة المنفذ ليليان البستاني). الشركة التي قدمت أعمالاً درامية عدّة آخرها مسلسل «وأشرقت الشمس» للمخرج شارلا شلالا (الأخبار 31/9/2013)، اتجهت أخيراً إلى تقديم مسرحية تاريخية اجتماعية ذات بُعد ديني. وضع فكرة العمل والسيناريو الأب جوزف سويد، وكتبها الشاعر جوزف وديع الشرتوني، فيما تولّى الأب جوزف نفّاع التدقيق اللاهوتي. تجمع المسرحية التي أخرجها جهاد الأندري، نخبة من الممثلين منهم نجمة «ستار أكاديمي» نيللي معتوق، طوني عيسى، يوسف حداد، طوني مهنا، نتالي سلامة، مايا سبعلي، ميشال أضباشي، جورج قاعي وغيرهم. صمّم رقصات المسرحية مالك العنداري، وأعد ملابسها ماجد بو طانيوس، وصمّمت ديكوراتها غيتا تابت. وانطلقت عروضها أخيراً على «مسرح مدرسة الحكمة» (الجديدة ــ قاعة أنطوان الشويري)، فيما يقدّم العرض الافتتاحي الرسمي في 3 آذار (مارس) المقبل. تكشف ليليان البستاني أنّ«هناك مجموعة نصوص في أدراج الشركة. كنا سنبدأ تصوير «صمت الحب» في 15 حلقة، لمصلحة otv مع يوسف حداد، ديامان بو عبود، طوني عيسى وعمر ميقاتي وهو من كتابتي وإخراجي. لكن وصَلنا أن المحطة تمرّ بضائقة مالية، مما دفعنا إلى تأجيل التصوير قليلاً، خصوصاً أننا لا نتحمّل الإنتاج من دون أن تسدّد المحطات ما يتوجّب لنا عندها». كما كانت الشركة تستعدّ لإنجاز مسلسل «زواريب المدينة» من كتابة موسى مرعب، وتأجّل التنفيذ أيضاً لأسباب مادية، إذ كان العمل سينفذ لمصلحة قناة «المستقبل»، غير أن تجربة الشركة مع المحطة ليست مشجعة، فالمبلغ الذي يترتب للشركة في ذمّة القناة يتجاوز 200 ألف دولار».


لا تعتبر البستاني أن تقديم مسرح في هذه المرحلة هو بسبب أزمة القنوات اللبنانية، «فالمسرح ذو أهمية بالنسبة إلينا». وتستدرك «نعطي الأولوية للدراما التلفزيونية على حساب المسرح، لكن في ظلّ الأوضاع الحالية للمحطات، يفترض أن نقدم مسرحية واحدة في السنة، خصوصاً أن العلاقة هنا تكون مع الجمهور مباشرة». وعن اختيار مسرحية دينية في هذه المرحلة، تؤكّد البستاني أن العمل متنوّع، «لا نعرّفه كمسرحية دينية لأنّه يضم مواضيع سياسية واجتماعية ولوحات غنائية وراقصة». يشكّل العمل أوّل تجربة للشركة المنتجة مع المخرج جهاد الأندري الذي يقول «تجمعني صداقة مع المنتج طانيوس أبي حاتم وليليان البستاني، وكان هناك تواصل فني مستمر بيننا. كنا نقرأ معاً نصوصاً درامية قبل تنفيذها، من دون أن أشارك فيها». ويلفت إلى أنّ «الظروف شاءت أن يأتي التعاون اليوم». لا يدّعي المخرج والممثل اللبناني أنه سيتخصّص في الأعمال الدينية، بل يؤكّد أنه يتعامل مع النص كعمل مسرحي، «أنسى مسألة أنّه ديني واجتماعي، ويشغلني فقط ما إذا كان النصّ يستفزني كمخرج». ويضيف «قرأت ووجدت أن العمل جيد، لكنّه يحتاج إلى بعض التعديلات، وهذا كان شرطي الأساسي، وشركة الانتاج وافقت على تعديلاتي. كما كان الأب جوزف سويد مؤيّداً لوجهة نظري». يؤكد الأندري على عدم المساس بالوثيقة المسيحية، «أعدل في الدراما لأنّ اللعبة المسرحية لها صعوباتها ومفاتيحها». ويعتبر أن اختيار تقديم سيرة القديسة تقلا تحديداً ضرب ذكاء، «لأن هذه الشخصية فيها من الأحداث ما يكفي ليستفزك لتقديم مسرحية عنها، منذ لحظة تحوّلها من الوثنية إلى المسيحية». قررت «رؤى للإنتاج» العودة إلى الجمهور مسرحياً، وأخذت استراحة قسرية من الدراما، فهل ستتأخر عودتها إلى الملعب حيث نجحت في تقديم عشرات الأعمال أم أنها ستنتظر تبدّل ظروف الإنتاج، وتسويق «أوتيل الأفراح» العمل الكوميدي الذي أنتجته ولم يسوق رغم تنفيذه منذ أكثر من ست سنوات؟




«كلنا تقلا»: 20:30 مساء الجمعة والسبت والأحد ـــ «مسرح مدرسة الحكمة» (الجديدة ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/881924