تهيمن «أمازون» على حصّة سوقية كبيرة من مراحل صناعة الكتب وسلاسل بيعها. فالشركة تسيطر على 75% من مبيعات الكتب الورقية عبر الإنترنت، و65% من مبيعات الكتب الإلكترونية، وأكثر من 40% من جميع مبيعات الكتب الجديدة، ونحو 85% من الكتب الإلكترونية المنشورة من قبل مؤلفيها (أي خارج دور النشر). أما جهاز «كِندل» لقراءة الكتب الإلكترونية العائد لهذه الشركة، فيستحوذ على 72% من سوق أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية حول العالم. عملياً، «أمازون» تملك الأجهزة، متجر الكتب، وحتى الكتب نفسها.
أنقر على الرسم البياني لتكبيره

ما زالت الكتب الورقية هي السائدة حول العالم. إنما سجّلت النسخ الإكترونية نسباً متقدّمة في المبيعات والقراءة بلغت في بعض الدول الثلث. هذا الأمر له جذور تعود إلى عام 1993 حين أطلقت شركة «أدوبي» الصيغة الأكثر شهرة من الملفات المستخدمة على أجهزة الكومبيوتر: «PDF». سرعان ما تحوّلت هذه الصيغة إلى طريقة لتوحيد تبادل المستندات بشكل إلكتروني على شبكة الإنترنت، وازدادت شعبيتها مع انتشار الإنترنت حول العالم، ما أتاح لعدد كبير من الأفراد استخدام هذه الصيغة من الكتب وتخزينها رقمياً. وبقيت صيغة الـ«PDF» ملكاً لـ«أدوبي» لغاية 2007 حين حوّلتها إلى صيغة مفتوحة المصدر ما أتاح لشركة «أمازون» استغلال الصيغة لبيع الكتب إلكترونياً بواسطتها، سواء من خلال بيع الكتب الإلكترونية، أو من خلال بيع أجهزة «كِندل» المخصّصة لتصفح الكتب الإلكترونية. هذه الأجهزة هي مماثلة لأجهزة الحواسيب اللوحية إنما مخصصة لقراءة الكتب، ولديها قدرة تخزينية تسمح بوضع مئات الكتب عليها.
أصدر جهاز «Kindle» من «أمازون» في عام 2007 ولقي رواجاً بسبب سعره المنافس وسهولة استخدامه. وبالتوازي أنشأت «أمازون» مكتبة على الإنترنت لبيع الكتب الإلكترونية، والتي تضمنت كتباً إلكترونية وكتباً صوتية ما حقّق نجاحاً هائلاً ساعد في صنع «أمازون» المعروفة حالياً.
«أمازون» لم تصل إلى مرحلة الهيمنة إلا بعدما مارست تجارة عدوانية. فهي انخرطت في منافسة إغراقية لتدفع الأسعار إلى الانخفاض في متجرها بهدف ضرب المنافسين واستخدمت في سبيل ذلك هيمنتها على سوق الناشرين الأقوياء، إذ إن حجم مبيعاتها ومواردها يتيحان لها التأثير في الصناعة في مختلف مراحلها. ومن نتائج ذلك، أنه في عام 2011، أغلقت «Borders Bookstores» جميع متاجرها البالغ عددها 400 وصرفت 11 ألف موظّف. وكافح العديد من متاجر الكتب من أجل مواكبة أسعار أمازون المنافسة وفي كثير من الحالات اضطرت إلى الإغلاق.
حالياً، إن سوق الكتب الإلكترونية مجزّأ بين عدد قليل، وهم: «أمازون»، «آبل»، «achette Livre»، ،«HarperCollin»، «KGaA» و«Macmillan». لكن بحسب إحصاء قامت به «ستاتيستا»، خلال السنة الماضية، تبيّن أن 71% من القرّاء في بريطانيا اشتروا كتاباً من «أمازون»، و67% في الولايات المتحدة، و66% في إيطاليا، و62% في إلمانيا. ما يعني أن بقية متاجر الكتب تتنافس على الفتات.
لكن، بمعزل عن التركّز الاحتكاري الذي تمارسه «أمازون»، فإن هناك شركات ناشئة تقدم خدمات للمستهلكين الراغبين في الاشتراك في الكتب الإلكترونية لفترة محدودة وبكلفة محددة، مثل الترجمة، وتعدّد اللغات، وخدمة الاستئجار، والواقع المعزّز، والألعاب التي تكون ضمن الكتاب الإلكتروني. كما يتعاون عدد قليل من شركات الكتب الإلكترونية أيضاً مع المدارس والمؤسّسات التعليمية لإثبات وجودها في القطاع الأكاديمي. ويتوقع أن تصل الإيرادات العالمية في قطاع الكتب الإلكترونية إلى 14.21 مليار دولار أميركي في 2023.