مرَّ حفل إطلاق «لقاء المعارضة في الجزيرة العربية» في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، كما خطّط له المنظّمون، من دون أي تدخل من القوى الأمنية التي تأتمر بأمر وزير الداخلية والبلديات، بسام مولوي، الذي لوّح أمس بـ«إجراءات قانونية» سيتّخذها لمنع انتقاد المشاركين للنظام السعودي.
واللقاء الذي أطلقه المنظّمون اليوم ليس «وليد اللّحظة، بل كان يعمل منذ سنوات لمواجهة السياسات الغاشمة للنظام السعودي»، وفق تأكيد القيادي فيه، عباس الصادق، الذي بيّن أنه «تحالف سياسي بهوية إسلامية» يسعى لـ«رفع الظلم وتحقيق العدل»، ويضع «مصلحة شعبنا على رأس أولوياتنا»، مشيراً إلى أن برنامجه السياسي سيُعلن عنه في وقت لاحق.

وأكد الصادق تبنّي «لقاء المعارضة» القضية الفلسطينية، مشدداً على رفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي. كذلك، أعلن الصادق وقوفه إلى جانب الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي عليه، وتأييده حركات التحرّر في المنطقة، وتبنّيه الدّفاع عن مستضعفي العالم.

وعرض المنظّمون كلمات مُسجّلة لقياديين في «المعارضة في الجزيرة العربية»، أبدوا فيها الانفتاح على التّوجهات السياسية كافة، وعلى أي مبادرات تستهدف توحيد جهود المعارضين للنظام السعودي، مبيّنين أن مشروعهم السياسي يحمل «رؤية ثورية إسلامية».

بدوره، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، وقوف الحزب إلى جانب «المعارضة في الجزيرة العربية»، ودعمه لها.

وفي ردّ على منتقدي حزب الله على مهاجمته السعودية، شدد صفي الدين على «أن الذي يستهدفنا بكلمة يجب أن يسمع الجواب أياً كان، ولن نسمح بتسميتنا بالإرهاب ونسكت، فهذا عدوان علينا». وطالب صفي الدين السعودية بـ«كفّ أذاها عن لبنان»، و«ألا تتدخل بتصنيف اللبنانيين وتحرّضهم على بعضهم البعض».

وتناوب على المنبر إلى جانب الصادق وصفي الدين، ممثل حركة «أنصار الله» اليمنية، عمار الحمزي، ورئيس «الجبهة العربية التقدمية»، نجاح واكيم، ورئيس مجلس الأمناء في «تجمع العلماء المسلمين»، الشيخ غازي حنينة.

ورفع مشاركون في اللقاء صور الشيخ السعودي المعارض، نمر النمر، الذي أطلق المنظّمون لقاءهم في الذكرى السادسة لإعدامه على يدّ النظام السعودي. وقد هتف الحاضرون خلال اللقاء بـ«الموت لآل سعود» و«لبيك يا نصر الله».

ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي على ما تضمّنه اللقاء من انتقاد مباشر للسعودية من معارضين لنظامها الحاكم، بعدما كان وزير الداخلية والبلديات، بسام مولوي، قد توعّد المعارضين السعوديين باتخاذ «إجراءات قانونية» بحقّهم، في حال انتقادهم السعودية من على الأراضي اللبنانية.

وتجنّبت مختلف وسائل الإعلام التي تدور في الفلك السعودي والمعارضة لحزب الله تغطية نشاط المعارضين السعوديين، لتُسارِع بعد انتهاء اللقاء إلى نشر تغريدة للسفير السعودي لدى بيروت، وليد البخاري، هاجم فيها حزب الله. ولا يزال البخاري خارج لبنان منذ سحبه إلى الرياض، بعد الأزمة التي افتعلتها المملكة، عقب انتشار تصريح لوزير الإعلام السابق، جورج قرداحي، قبل توزيره، حول الحرب اليمنية.

(هيثم الموسوي)

(هيثم الموسوي)

(هيثم الموسوي)

(هيثم الموسوي)

(هيثم الموسوي)