اتفاقٌ جديد لـ«اختصار المسافات» بين إسرائيل والدول العربية وقّعه الأردن، يوم أمس، مع كيان الاحتلال، يسمح للمرّة الأولى باجتياز طائرات مدنيّة وكذا عسكريّة المجالَين الجويَّين لهما، بهدف ما يقولان إنه تقصير مدّة الرحلات بين دول الخليج وآسيا والشرق الأقصى وبين أوروبا وأميركا الشمالية، كما يسمح بعبور طائرات في الأجواء الإسرائيلية بعد تحليقها فوق الأجواء الإيرانية.ومِن شأن تطبيق الاتفاق، الأحدث في هذا الإطار بعد آخر مشابه وقّعته السعودية للسماح بعبور أجوائها من وإلى الدول المُطبِّعة، أن «يحدّ من استخدام الوقود وأن يُخفّض مستويات تلويث البيئة». اتفاقٌ أنهى مفاوضات استمرّت على مدى سنوات، بحسب وزارة النقل الإسرائيلية التي أكّدت أن الجانبين لم يتمكّنا من إتمامه إلّا بعد التوقيع على «اتفاقات أبراهام» لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل من جهة، وبين الأخيرة والبحرين من جهة ثانية، وموافقة السعودية على عبور الرحلات الجوية الإسرائيلية أجواءها. إعطاءُ دفعة للطيران المدني المُنهك بفعل الإغلاق العالمي الذي فرضته أزمة وباء «كورونا»، شكّل جزءاً مهمّاً من الاتّفاقين اللذين تمّ توقيعهما الشهر الماضي في واشنطن، بعدما أعلنت إسرائيل والإمارات والبحرين «أهميّة ضمان رحلات جوية منتظمة ومباشرة لتعزيز العلاقات». وتُظهر خريطة المسارات الجديدة، التي أُرفقت بوثائق الطيران، مسارات رحلاتٍ تخرج من دول مثل العراق وقطر والإمارات والسعودية. أمّا مسار الطيران في الأجواء الإيرانية، فسيُستخدم، على ما يبدو، لعبور طائرات قادمة من الصين.
ووقّعت على الاتفاق، الذي رعته المنظمة الأوروبية للنقل الجوي «إيرو كونترول»، سلطات الطيران المدني وسلطة المطارات في إسرائيل والأردن يوم الإثنين الماضي، على أن يدخل اليوم الجمعة حيّز التنفيذ. وستتمّ المصادقة عليه وفقاً لاعتبارات أمنية تُحدّدها شعبة الأمن في وزارة المواصلات الإسرائيلية. وبحسب الاتفاق، ستُفتح مسارات الرحلات كلّ مساء مدّة سبع ساعات، بين 23:00 مساء والسادسة صباحاً، وفي نهاية الأسبوع ستُفتح المسارات مدة 12 ساعة، ومدّة 24 ساعة في قائمة من الأعياد التي تمّ تحديدها.
من جهتها، اعتبرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن فتح الأجواء الإسرائيلية والأردنية لرحلات جوية بين الكيان والمملكة يُعدُّ تطبيقاً لرؤية وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغف، حول «السلام الاقتصادي الإقليمي». وسيكون في إمكان رحلات جوية لشركات الطيران الإماراتية والبحرينية، وكذلك من جميع أنحاء العالم، العبور في الأجواء الإسرائيلية إلى غايات في أوروبا وأميركا الشمالية، ولدى عودتها أيضاً. وقالت ريغف إنه «بفضل هذا الاتفاق، تندمج إسرائيل أكثر فأكثر في المنطقة. ونحن نفتح طرقاً جديدة للتعاون في المواصلات، وفي المجالين الاقتصادي والسياسي مع دول تشاركنا في الحدود والمصالح المتشابهة والتعاون في حلم السلام الإقليمي. وآمل أن نتمكّن قريباً من الإعلان عن تطورات أخرى».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا