سيناء | ليست الدولة المصرية وحدها من تفجر بيوت السيناويين، برغم وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوقف عن إخلاء وتدمير المنطقة الثالثة من مدينة رفح شمالي سيناء، بل أيضاً «دولة ولاية سيناء» تواصل هدم ونسف بيوت المواطنين لأسباب متعددة؛ فبعدما أخفق عناصر التنظيم في إنهاء حياة رئيس «جمعية مجاهدي سيناء» والبرلماني السيناوي السابق الذي هو من أهم رموز ومشايخ قبيلة الرميلات، الشيخ عيسى الخرافين، قبل نحو عام بإطلاق الرصاص على سيارته في الطريق الساحلية في العري، ها هي عمدت إلى تفجير منزله.
الخرافين، سكنت رصاصة في رأسه خلال ذلك الحادث حينما كان متوجهاً إلى القاهرة، ونُقل على متن طائرة عسكرية إلى مستشفى المعادي العسكري، ونجا بأعجوبة بعد عدة عمليات جراحية عاجلة، لكنه لن يرى مجدداً بيته المكون من ثلاث طبقات والكائن في قرية الوفاق على مدخل مدينة رفح، فـ«ولاية سيناء» التي عملت على تفخيخه بعناية حولت المنزل في لحظات إلى كومة من التراب.
التهمة كالعادة هي «التعاون والدعم الذي يقدمه المذكور لقوات الجيش خلال حملاته العسكرية على سيناء»، وجرى ذلك خاصة بعد مرور خمسة أيام على ظهور الخرافين مع السيسي فوق يخت «المحروسة» أثناء حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في محافظة الإسماعيلية، شمال شرق القاهرة.

أكد محافظ شمال سيناء
بدء المرحلة الثالثة وانتهاء تعويض ما قبلها

يأتي هذا كله في ظل إعلان محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، أمس، الانتهاء من حصر مباني ومنشآت المرحلة الثالثة من المنطقة الحدودية في رفح تمهيداً لإخلائها وإقامة المنطقة العازلة بين مصر وقطاع غزة.
وأشار حرحور، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن هناك نحو 1215 منزلاً و40 منشأة حكومية في هذه المرحلة، حُدِّدَت القيمة التعويضية عن مبانيها والعمل على صرف المساعدات المالية لأصحاب المهن والحرف، التي تضررت بسبب الإخلاء، برغم وعد سابق للسيسي بألّا يكمل ثالث مرحلة من إخلاء رفح (راجع العدد ٢٦٢٥ في ٢٦ حزيران)، خلال لقائه بوفد من مشايخ ورموز قبائل شمال سيناء، خاصة المقيمين شرق العريش، مع ضمان هؤلاء منع أي نشاط لفتحات الأنفاق في تلك المنطقة.
في المقابل، أكد المحافظ الانتهاء من صرف تعويضات المرحلة الأولى بإجمالي 286 مليون جنيه عن 837 منزلاً، والمرحلة الثانية بإجمالي 370 مليون جنيه عن 1220 منزلاً، على خلاف «ما سيصرف لأصحاب الحرف والمشروعات الصغيرة والمحلات التجارية».
وقال إنه سيجري إنشاء مدينة رفح الجديدة خلف المنطقة العازلة لإعادة توطين السكان فيها، موضحاً أنها ستكون «مدينة عمرانية جديدة فيها جميع المرافق والخدمات وأيضاً منطقة حرفية متنوعة».
في الوقت نفسه، أكد السكرتير العام المساعد لمحافظ شمال سيناء ورئيس لجنة التعويضات، اللواء محمد السعدني، أنه ستصرف تعويضات المرحلة الثالثة بعد الانتهاء من إخلاء بيوتها تماماً من السكان، مع العلم بأنه تقرر التعويض بواقع 1200 جنيه (100 دولار = 773 جنيهاً) عن المتر المربع من المباني الخرسانية، و700 جنيه عن المتر المربع من المباني ذات الحوائط الحاملة، فضلاً عن 1500 جنيه كإعانة عاجلة لإيجاد مسكن بديل (المرحلة الثانية) و900 (المرحلة الأولى).
أحد مشايخ قبيلة الرميلات التي تقع أراضيها في نطاق المرحلة الثالثة، ويدعى عواد أبو شيخة، شدد على أن الرئيس وعدهم بالتوقف عن الهدم الذي سيطال بيوت وأراضي القبيلة، مستدركاً: «حديث المحافظ جاء كصدمة لنا جميعاً».
وأضاف: «لم نتفق على ذلك، وهذا يجرنا إلى مواجهة قد تنتهي بمعركة، لأننا لن نترك أراضينا التي ولدنا ونشأنا عليها».
ووفق حرحور، سيصرف ألف جنيه شهرياً لأصحاب المنشآت التجارية والحرفية، ومثلها لأصحاب المعاشات التأمينية، إضافة إلى منح أصحاب المعاشات 200 جنيه إلى المعاش المستحق.
ميدانياً، تواصل قوات الجيش حملاتها على مناطق شرق العريش وجنوب الشيخ زويد ورفح، مع استمرار المواجهات مع المسلحين، في مقابل استمرار العمليات التي تستهدف الآليات والقوات الأمنية. وشهد جنوب العريش، أول من أمس، تفجير مدرعة أمنية أدى إلى مقتل ضابط شرطة برتبة نقيب، وقُتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون من طاقم المدرعة. أيضاً، قُتل المصور الصحافي علاء سليم برصاص الجيش، وعُثر على جثمانه متحللاً في شرق العريش بعد اختفائه لعدة أيام.
ووفق مصدر أمني، فإن «استهدافه بسبب معلومات أمنية كشفت أنه يعمل مصوراً فوتوغرافياً وتلفزيونياً لمصلحة تنظيم ولاية سيناء».