بعد السعودية والإمارات، انضمت الكويت إلى «درع الجزيرة» بإرسالها قطعاً بحرية، لتحسم بذلك الجدل الداخلي الدائر حول التورط في أزمة البحرينقرّرت الكويت، أمس، الانضمام إلى «درع الجزيرة» في البحرين عبر إرسال قوة بحرية، وذلك عقب إعلان الملك حمد بن عيسى آل خليفة إحباط مخطط استهدف البلاد والجوار الخليجي وعُمل عليه منذ 30 عاماً، فيما أكّدت المعارضة أنها لن تذهب إلى الحوار ما دام «المسدس موجهاً إلى رأسها».
ورست على شواطئ البحرين مجموعة قطع من سفن القوة البحرية الكويتية ضمن قوات «درع الجزيرة» المشتركة. وقال بيان صادر عن القيادة العامة لقوة دفاع البحرين نقلته وكالة أنباء البحرين إن «وجود قوات «درع الجزيرة» المشتركة جاء ليبرهن عن وحدة المصير المشترك الذي يجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي أبت إلا أن تكون صفاً واحداً ضد كل ما من شأنه أن يعكر صفو الأمن والأمان في ربوع البحرين، والتي شهدت أخيراً مجموعة من التجاوزات السلبية». وناشدت كافة المواطنين الترحيب والتعاون التام مع إخوانهم في «الجزيرة».
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن الكويت لن تشارك في قوات «درع الجزيرة» بعد معارضة نواب كويتيين ذلك، واستعاضت عنها بإرسال وفد طبي. لكن جمعية «الوفاق» المعارضة قالت إن السلطات أرجعت الوفد الطبي الكويتي ولم تسمح له بالدخول الى البحرين. وقالت إن «هذا المنع يؤكد نيات السلطات في البحرين في استمرارها بالمزيد من التنكيل والبطش وإخفاء الحقائق والتستر على الجرائم التي ترتكب بحق البحرينيين، وإحكام قبضة العسكر على المستشفيات ومنع علاج الكثيرين وحرمان عدد كبير من المصابين تلقي العلاج اللازم والتنكيل بهم في المستشفيات». وهذا ما نفته السلطات البحرينية، مؤكدة أنها لم تمنع الوفد من الدخول، وأنه يُفترض أن يكون قد وصل إلى المملكة أمس.
وفي إشارة إلى تصاعد التوتر، وردّاً على طرد البحرين القائم بالأعمال الإيراني لديها، أعلنت طهران طرد أحد الدبلوماسيين البحرينيين لديها انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهنباراست، إن القائم بالأعمال البحريني استُدعي وأبلغ بضرورة مغادرة أحد الدبلوماسيين، ورأى أن تصرف البحرين «غير منطقي وغير مفهوم».
وفي السياق، كان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أعلن مساء أول من أمس، خلال لقائه مع قوات «درع الجزيرة» بحضور قائد قوة الدفاع المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، أن البحرين أفشلت مخططاً خارجياً عمل عليه لمدة لا تقل عن عشرين أو ثلاثين عاماً، في إشارة إلى الثورة الإيرانية وتصديرها إلى الجوار.
وقال إنه «ليس بالسهل أن يمرّ المخطط في البحرين أو في أي دولة من دول مجلس التعاون».
سياسياً، رفضت المعارضة الذهاب إلى الحوار تحت الضغط والتهديد، وقال الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان، خلال مؤتمر صحافي عقدته الجمعيات المعارضة السبع مساء أول من أمس: «ليعلم النظام أنه رغم القتل والإرهاب فإننا لن نوقع أوراق الاستسلام نيابة عن شعبنا. يستطيع النظام أن يقتلنا أو يسجننا، لكنا لن نوقع أوراق الاستسلام نيابة عن شعبنا، ولن نذهب لحوار والمسدس مصوب إلى رؤوسنا. ليخبرنا أي عاقل في هذا العالم، هل في وجود الدبابة والقتل اليوم، هل يطلب عاقل من المعارضة الذهاب للحوار، وتمشي فوق جثث أبنائها في طريقها من الحوار وإليه، نحن لن نفعل ذلك بكل تأكيد». وحمّل «كل الدول المؤثرة، ومنها الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية ما يحصل».
على مستوى الشارع، ورغم إعلان انتظام العمل في المؤسسات العامة والخاصة منذ الأحد، تستمر حالة التوتر والاضطرابات، ولا سيما مع الغموض الذي يلف مصير المفقودين، الذين تجاوز عددهم نحو 95 شخصاً. وقد كُشف أمس عن مقتل اثنين كانا قد فقدا قبل أيام، أحدهما يعمل في وزارة الصحة والثاني في وزارة الداخلية. وأظهر تشريح الجثث أن القتيلين تعرضا لضرب مبرح قبل أن يُقتلا.
(الأخبار)