السعودية على موعد اليوم مع «يوم غضب»، في المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية. جاءت الدعوة عبر موقع «فايسبوك»، احتجاجاً على توقيف رجل الدين توفيق العامر، الأسبوع الماضي. وطالب المشرفون على الصفحة «الجميع بالحضور الى مسجد أئمة البقيع الذي يقع في الهفوف» في محافظة الإحساء. وبحسب موقع «راصد»، الذي يتابع أخبار شيعة السعودية، فقد اعتقلت السلطات العامر يوم الأحد الماضي، إثر دعوته «لقيام ملكية دستورية ورفع التمييز الطائفي في المملكة». وذكر أن السلطات السعودية «سبق لها أن احتجزت العامر مرات عدة على خلفية مطالبته بحرية ممارسة الشيعة لحقوقهم الدينية».
وليس بعيداً عن السعودية، اختارت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وذراعها السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي، اليوم نفسه لتنظيم «مسيرة جماهيرية تحت شعار الشعب يريد إصلاح النظام». وقال رئيس المكتب السياسي للجبهة، زكي بني أرشيد، إن «تنظيم هذه المسيرة يأتي في إطار الحراك المستمر المطالب بتحقيق إصلاحات سياسية»، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية «تدرس تفعيل إطار جبهوي جديد لرفع سقف مطالبها الإصلاحية».
كذلك رأى مجلس علماء جماعة الإخوان المسلمين أن «تحريم التظاهرات يمثّل إساءة للإسلام وتجاهلاً للنصوص الشرعية الصحيحة».
في المقابل، أعلنت أحزاب «حشد» والشيوعي والبعث التقدمي والبعث العربي الاشتراكي والحركة القومية المعارضة أنها لن تشارك في المسيرة. وقالت الأمينة الأولى لحزب الشعب الديموقراطي الأردني «حشد»، عبلة أبو علبة، «لن نشارك في مسيرات الجمعة، ولدينا أنشطة بديلة من أجل توحيد الخطاب والبرنامج». وأضافت إنه «ينبغي السعي لتحديد الأولويات الوطنية عبر جلسات حوار، تشارك فيها جميع القوى الاجتماعية، ونتفق فيها على موقف موحد حيال البرنامج والإصلاحات المطلوبة والأولويات السياسية والاقتصادية».
وكان لافتاً أن حكومة معروف البخيت استطاعت بصعوبة نيل ثقة مجلس النواب، ضمن جلسة التصويت للثقة مساء أمس، بغالبية وصلت إلى 63 صوتاً.
‏أما في العراق، فقد اتفق زعيما القائمة العراقية إياد علاوي، والتيار الصدري مقتدى الصدر، بعد لقائهما في النجف، على دعم مطالب المتظاهرين في ما يخص تحسين الخدمات ومحاربة الفساد خصوصاً، وشددا على ضرورة إقامة علاقات إيجابية مع سائر الكتل والتيارات السياسية في البلاد.
وقال علاوي، خلال مؤتمر صحافي، إن «القائمة العراقية تسعى إلى إقامة علاقات إيجابية مع سائر الكتل والتيارات السياسية في البلاد، وخصوصاً التيار الصدري»، مضيفاً إن «العراقية تدعم كل مطالب الصدر المتعلقة بتوفير الخدمات والتظاهر السلمي»، مبيّناً أن «جميع مطالب الشعب العراقي مقبولة، فهي تتعلق بتوفير الكرامة والخدمات الأساسية ومفردات البطاقة التموينية، فضلاً عن مكافحة الفساد الإداري وإصلاح مجالس المحافظات».
تزامن ذلك مع استقالة أمين بغداد صابر العيساوي، بعد خمسة أعوام من تولّيه هذا المنصب، إثر الاحتجاجات الصاخبة التي شهدتها العاصمة للمطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد. وقال مخاطباً رئيس الوزراء إن «دعمكم الكبير لي نتيجة رفضكم استقالتي السابقة التي قدمتها لكم بعد انتخابات مجلس المحافظات، قبل سنتين، يدل على ثقتكم العالية».
وإلى إقليم كردستان، قدمت ثلاث حركات سياسية معارضة مشروعاً لإصلاح الحكم في الإقليم، وأمهلت السلطات شهرين لتحقيقها، محذرة من أنها ستطالب بإجراء انتخابات تشريعية محلية مبكرة. وطرحت حركة «غوران» (التغيير) والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية، خلال مؤتمر صحافي في مقر التغيير وسط السليمانية، مشروع الإصلاح الذي يتضمن 22 فقرة. ومن أبرز المطالب: «إجراء مراجعة للدستور الذي مرّره البرلمان المحلي السابق، وإعادة مناقشتها من قبل البرلمان الحالي بغرض التوصل الى عدد من الفقرات الحساسة عبر التوافق، وتأليف هيئة نزاهة ولجنة عليا للانتخابات مكوّنة من مستقلين». كذلك يتضمن مشروع الإصلاحات مراجعة النظام الداخلي لبرلمان كردستان وتغيير وزراء البشمركة والداخلية والثروات الطبيعية، وإبدالهم بشخصيات من التكنوقراط. وتطالب المعارضة بتغيير المؤسسات الأمنية للحزبين الكبريين، الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، وتحويلها إلى مؤسسة قومية على أساس من المهنية والاستقلالية. وأكدت المعارضة أنها «في حال عدم تنفيذ الفقرات خلال مدة أقصاها شهران، يجب على رئيس الإقليم الإعلان عن انتخابات مبكرة». وأعلن الزعيم الكردي مسعود برزاني أمس أنه طلب من برلمان كردستان إجراء مشاورات مع الأطراف السياسية للنظر في إمكان إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، كذلك طلب الإسراع في عملية انتخاب مجالس المحافظات الثلاث في الإقليم.
وفي الجزائر، كانت مطالب المتظاهرين مختلفة، وتركزت على الشق التربوي، بعدما تجمع مئات الطلاب الجزائريين أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأغلقوا بوابتها الرئيسية، مطالبين بإعادة الاعتبار للشهادات العليا التي حصلوا عليها وفق نظام المعادلات القديم.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)