«جزيرة بلا شطآن»، هكذا يسميها بعض مواطنيها، رغم أنها عبارة عن أرخبيل من الجزر يتكوّن من 33 جزيرة أكبرها البحرين. وسبب التسمية هي استملاك شواطئها من القطاع الخاص، إلى حدّ أن المواطن لم يعد يملك أكثر من 3 في المئة من سواحله.أطلق العرب اسم البحرين عليها، وتعني مثنى البحر. هذه الجزيرة الصغيرة، التي لا تتجاوز مساحتها 750 كيلومتراً مربعاً، دخلت إلى نادي الممالك حديثاً، إذ تحولت من إمارة إلى مملكة في 2002. وبحكم موقعها الجيوبوليتيكي وتركيبتها الديموغرافية، طبيعي أن تستقطب العمالقة الإقليميين، الأمر الذي رشحها إلى ساحة لتصفية الحسابات. فهي تقع في الخليج العربي، تحيط بها السعودية (إلى الغرب)، وقطر (الجنوب)، وإيران (يفصلها عنها البحر لجهة الشرق).
هذا الموقع الجغرافي جعل تركيبتها السكانية أيضاً مغايرة لمحيطها. يتجاوز عدد سكانها مليون ومئتي ألف نسمة، غالبيتهم من الشيعة (نحو 60 في المئة)، فيما تنتمي بقية السكان والأسرة الحاكمة إلى المذهب السنّي، إضافة إلى 9 في المئة مسيحيين، وأعداد قليلة لا تتجاوز العشرات من اليهود.
حوى هذا الأرخبيل أكبر مغاصات للؤلؤ الذي فاق جميع لآلئ العالم بنقاوته، ومثّل مصدر ثروتها على مدى عقود خلت. ولكن طرح اليابان لؤلؤها الاصطناعي أدّى إلى تدهور الأسعار وإفلاس هذه التجارة، إلى أن اكتُشف النفط في 1932، في حقول البترول جنوبي بلدة أوال في وسط جزيرة البحرين الكبيرة، والتي تبلغ مساحتها 55 كيلومتراً مربعاً، فانتعش اقتصاد الإمارة من جديد. كذلك تعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة، ولا سيما الخليجية، نتيجة انفتاحها، إلى حدٍّ ما، في ظل محيط يتقوقع في انغلاقه الاجتماعي والديني. وقد أقامت لذلك منتجعات سياحية ضخمة لاجتذاب الخليجيين من أجل قضاء عطلهم.
وفي 2008، صُنفت البحرين أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقةن واستفادت خدماتها المصرفية والمالية كثيراً بفضل الازدهار الاقتصادي لدول الجوار، في ظل الطفرة النفطية. وتمثّل العائدات النفطية ما نسبته 60 في المئة من صادرات المملكة، و60 في المئة من العائدات المالية، و30 في المئة من الدخل القومي، إذ تنتج المملكة حالياً 40 ألف برميل نفط يومياً، وتهدف إلى الوصول إلى الرقم 100 ألف في عام 2017. وبحسب الناتج المحلي، من المفترض أن تكون حصّة الفرد البحريني 22100 دولار سنوياً، ولا سيما أن نتاج تسعة أشهر من العام الماضي بلغ 401 مليار دولار.
رغم ذلك، فإن المستقبل الاقتصادي للمملكة على موعد مع الدخول في نفق مظلم، إذ إن النفط في نضوب، والمصادر المائية قليلة، كذلك فإن نسبة البطالة ارتفعت في الآونة الأخيرة (نسبة 4 في المئة في 2008).
ويقسم تاريخ البحرين كدولة مستقلة إلى 3 فترات: الأولى التي أعقبت احتلال البرتغاليين، والثانية التي ابتدأت باحتلال البريطانيين لها، والفترة الثالثة هي التي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال البحرين من عام 1880 حتى اليوم.
تحكم المملكة الخليجية عائلة آل خليفة منذ قرون، وتنحدر هذه العائلة السنّية من قبيلة العتيبة، أحد فروع قبيلة عنزة التي هاجرت من نجد والكويت في بداية القرن الثامن عشر. وتسيطر الأسرة الحاكمة على المناصب العليا في البلاد. أكثر من نصف الوزراء من آل خليفة، وغالبية الضباط والقيادات العليا في المؤسسة العسكرية من العائلة. أما رئاسة الحكومة، فيحتكرها خليفة بن سلمان آل خليفة منذ عام 1971، وهو عمّ الملك الحالي، ويطالب المحتجّون برأسه. وهو معروف بأنه يضرب المعارضة بيدٍ من حديد.
تحولت البحرين إلى إمارة في 1971 في عهد عيسى بن سلمان آل خليفة، الذي تولّى السلطة في 1961، وبقي في الحكم حتى مماته عام 1999.