الإدارة الأميركيّة تستعدّ لتقديم مساعدات ماليّة إلى القاهرةأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أول من أمس، أنه يرى «إشارات صحيحة» في ما يقوم به المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، لكن لا يزال هناك الكثير لفعله، مضيفاً أن الإدارة الأميركية كانت قد أخبرت زعماء الشرق الأوسط بأن «العالم يتغيّر وعليهم مواكبة التغيير، لا التخلف عنه، مع تغير مطالب الشعب». وقال إن «الحكومات لا تستطيع أن تحكم الناس بالإكراه، بل يجب أن تستجيب لتطلعاتهم. وإذا كنت تحكم في هذه البلدان، فعليك مواكبة التغيير».
ونبّه الرئيس الأميركي حلفاءه في الشرق الأوسط إلى «خطر حصول انتفاضات شعبية في بلدانهم، إذا وقفوا في وجه التطلعات الديموقراطية لشعوبهم». وأضاف «وجّهنا رسالة قوية إلى حلفائنا في المنطقة تقول: فلننظر إلى المثال المصري نقيضاً للمثال الإيراني».
ودافع أوباما عن كيفية تعامله مع الأزمة المصرية، موضحاً أنه «سعى إلى تفادي وضع الولايات المتحدة وسط اختبار قوة بين المتظاهرين من جهة والنظام المصري من جهة أخرى»، لافتاً إلى أن مصر تمكّنت من إنجاز «انتقال سلمي في ظل عنف محدود نسبياً، ومن دون التعبير، نسبياً كذلك، عن شعور مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم الغربي». وأشار إلى أن «مصر ستحتاج إلى مساعدة لبناء المؤسسات الديموقراطية وتعزيز الاقتصاد الذي تأثر بما حصل».
وجاء كلام أوباما موازياً لما أعلنته صحيفة «لوس أنجلس تايمز»، عن استعداد الولايات المتحدة وبعض حلفائها لتخصيص حزمة مساعدات اقتصادية بمئات الملايين من الدولارات لمصر، وسط مخاوف من إمكانية أن يؤدي تواصل الصعوبات الاقتصادية إلى هزة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين «يسعون بشتى الطرق والأساليب إلى البرهنة على أنهم جادّون في المساعدة على استقرار مصر». ونقلت عن دبلوماسيين أميركيين وأجانب تأكيدهم أن «الإدارة الأميركية بدأت على مدار الأيام الأربعة الماضية بالعمل على جمع حزمة مساعدة لاستثمارها في تمويل بناء أحزاب سياسية ومؤسسات أخرى في مصر». وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، في معرض تأكيد دعم الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة، «لم نتخلّ عن أصدقائنا، وجزء من كونك صديقاً وشريكاً جيداً يتمثل في أن تقول ما تراه يحدث». وأعربت عن أملها إنهاء قانون الطوارئ، والتحرك باتجاه الإصلاحات الدستورية وإنشاء الأحزاب السياسية، قائلة «إن كل هذه الأمور تمثّل انتقالاً حقيقياً للديموقراطية». كذلك أعربت عن اعتقادها بأهمية أن «تجتمع المعارضة والمجتمع المدني على مجموعة من المطالب، تتعلق بما ينبغي عمله ضمن الجدول الزمني»، مشيرة إلى أن «الجيش قد أثبت رغبته في التحرك في الاتجاه الصحيح». من جهة ثانية، توقع الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن يضمن الجيش المصري «انتقالاً حقيقياً للديموقراطية» بعد تنحّي الرئيس السابق حسني مبارك، محذّراً من أن يستغل «الإرهابيون» التطورات في المنطقة.
أما رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، فأعلن أن بلاده تأمل أن تجري مصر انتخابات شفافة في أقرب وقت ممكن. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن أردوغان قوله في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، إن تركيا «تأمل أن تضمن مصر الديموقراطية الدستورية والدخول في مرحلة جديدة تقوم على التعددية والتفاهم». وأضاف أردوغان «شددنا في جميع المحافل على أنه يجب عقد اجتماع للمانحين الدوليين لمواجهة المشاكل الاقتصادية لمصر»، مشيراً إلى «استعداد بلاده للمساهمة في التنمية بمصر وتحقيق مستقبل زاهر من السلام والاستقرار».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)